|


-
سياسي 23!
-
2017-12-24

 

 

 

من حسن حظ المنظمين لبطولة الخليج المقامة حاليًا في الكويت، إقامة "كلاسيكو" برشلونة وريال مدريد في توقيت يسبق انطلاق مباراتي اليوم الثاني؛ ما أنقذ الملاعب من مقاطعة شبه جماعية، وجنّب اللجنة المنظمة خسائر مالية بسبب الغياب الجماهيري، فضلاً عن خسائر مماثلة للقنوات التليفزيونية الناقلة التي لن تجد معلنًا بكامل قواه العقلية يدفع المال لعرض إعلانه، خلال مباراة قطر واليمن ويترك الكلاسيكو.

 

اللافت في الأمر، أن بطولة الخليج توقفت لمدة ساعتين تمامًا، بعدما تحول الاهتمام من الكويت إلى مدريد، ومعه تحولت ساحة الفعاليات التي تقيمها قطر في البطولة إلى مهرجان يجتمع فيه الناس لترديد عبارات الولاء لباريس سان جيرمان والبراء من الأندية المنافسة.

 

"الصداع" القطري لم يفرق بين "سانتياغو برنابيو" واستاد الشيخ جابر، وصنع احتقانًا داخل منافسات كأس الخليج، من خلال نشاط هذه الساحة التي تمولها الحكومة القطرية؛ بهدف إقناع الناس بالتعاطف مع مواقف "الحمدين" ضد دول مجلس التعاون وبرشلونة، وتأييد عبث "الثنائي الفكه" ورغبته الدائمة في الانتقام من الجميع بمن فيهم النادي الكاتالوني، الذي دفعت قطر نحو ملياري ريال قطري من أجل إضعافه، بعدما رفض ارتداء شعار شركة الطيران القطرية.

 

وكان برشلونة تعرض إلى حملة شرسة تقودها قطر بعد رحيل البرازيلي "نيمار"؛ بهدف إسقاط النادي الكاتالوني، بداعي أن الفريق فقد أفضل لاعبيه على الإطلاق، وبات أطلالاً بعد سنوات المجد التي عرفها بوجود الشاب البرازيلي، وتسببت هذه الحملة في خسارة النادي الكاتالوني مباراتي السوبر أمام المنافس "المزعج" ريال مدريد؛ ما برهن على نجاح مؤقت لمن سعوا إلى الانتقام من قلعة "كامب نو".

 

ابتهج ناصر الخليفي ورفاقه حينها بعد نجاح حملتهم في التأثير على برشلونة؛ لأن التوجه العام لتنظيم "الحمدين" يهدف إلى الانتقام والتدمير بصفة دائمة، ولم يحسب هؤلاء حسابًا لصلابة النادي الكاتالوني الذي ما زال يذهب إلى "سنتياغو برنابيو" لتأديب منافسه التقليدي أمام جماهيره، بوجود نيمار وبغيابه، علمًا أن ميسي ورفاقه عادوا للسنة الثالثة على التوالي بفوز عريض، وبمجموع عشرة أهداف مقابل هدفين!.

 

المال السياسي مازال أداة في يد قطر لممارسة المزيد من العبث، وتأثيره المؤقت مازال يصيب "الحمدين" بالنشوة؛ ما يجعلهما يوجهان بتسييس المناسبات الرياضية أو الفنية أو الاجتماعية التي تتواجد فيها قطر، وممارسة أقصى درجات العبث من خلال إفساد تلك المناسبات بالمؤامرات والدسائس، حتى لو كان الأمر يتعلق بمناسبة رياضية هدفها توحيد شبان الدول الخليجية على قلب رجل واحد.