كلاسيكو الأرض "برشلونة ـ ريال مدريد"، انتهى كالعادة للفريق الظاهرة "برشلونة"، بقيادة النجم الظاهرة "ميسي"..
ـ لقاء شاهده "ربما" أكثر من 90% من سكان الكرة الأرضية، بل إنه أقيم "بسبب التسويق التجاري" في توقيت "إسباني" مبكر جدًّا؛ من أجل أن يشاهده أكثر من ملياري مشاهد في النصف الآخر من الكرة الأرضية "القارة الآسيوية"..
ـ ما حدث عصر السبت على أرض ملعب سانتياجو برنابيو في مدريد، لم يكن مجرد مباراة في كرة قدم، بل هي أكثر من ذلك بكثير..
ـ أتحدث هنا عن الجانب التسويقي، وكم هي كرة القدم باتت صناعة، وكم استفاد الناديان "برشلونة وريال مدريد" ماليًّا من هذا التسويق..
ـ تصوروا كم كان المردود التجاري والمالي للناديين يوم السبت.. سواء من خلال الإعلانات التجارية أو بيع المنتجات..
ـ أعود إلى المباراة على الصعيد الفني، وأقول إن من تابع برشلونة وريال مدريد هذا الموسم، لا يستغرب أن يفوز الضيوف "برشلونة"، مستثمرين أولاً تفوقهم وثانيًا تراجع المستوى الفني لمستضيفهم..
ـ ريال مديد لم يكن مقنعًا هذا الموسم، ويستغرب كثيرون استمرار زيدان مدربًا وكريم بنزيمة أساسيًّا!! بل إن ريال مدريد تجاوز بصعوبة بالغة فريق الجزيرة الإماراتي، مع خالص التقدير والاحترام لهذا الفريق "الجزيرة"!!
ـ زيدان لم ينجح منذ بداية الموسم، لا في اختيار التشكيل الأساسي ولا حتى في إجراء التغييرات في كثير من المباريات!!
ـ حتى في الصفقات الصيفية لم يكن الريال "بقيادة زيدان الفنية" موفقًا في تدعيم الفريق، خصوصًا في الجانب الهجومي..
ـ على الجانب الآخر، كان برشلونة يسجل تصاعدًا فنيًّا ملحوظًا، سواء على الصعيد العناصري أو الجهاز التدريبي..
ـ تخلى برشلونة مع نهاية الموسم الماضي عن مدربه لويس أنريكي، ورحل نجم كبير بحكم نيمار.. كان على إدارة النادي البحث عن مدرب يتناسب مع أسلوب لعب الفريق، وليس مدربًا يأتي بأسلوبه الجديد الذي "قد" يساهم في إرباك تناغم الفريق الفني..
ـ كان التعاقد مع المدرب القدير "فالفيردي" قرارًا صائبًا، إذ إن هذا المدرب قرر أن يواصل إدارة الفريق "فنيًّا" مثلما يرغب أو "يرتاح" اللاعبون، وليس كما يريد هو شخصيًّا..
ـ هذا الأمر أوجد نوعًا من التجانس والتقارب والارتياح بين الطرفين "اللاعبين والمدرب"، ولم يشعر المشاهد لبرشلونة أن المدرب قد تغير بدءًا من جوارديولا مرورًا بأنريكي وأخيرًا فالفيردي..
ـ يختلف المراقبون الفنيون حول: هل على المدرب أن "يفرض" على اللاعبين "هويته" الفنية أم عليه أن يتفاعل مع "هويتهم" الفنية، ويبدأ تدريجيًّا بتغذيتهم بفكره الفني دون إخلال بمسيرة الفريق..
ـ ما حدث في برشلونة يؤكد أن المدرب الناجح والمتميز هو من يستطيع التفاعل مع رغبة اللاعبين وليس من "يجبرهم" على رغبته الفنية؛ لأنه في النهاية شخص واحد، بينما هم مجموعة أشخاص..
ـ يتأكد ذلك في المنتخب البرازيلي من خلال تجارب عدة، أكدت فشل كل مدرب حاول أن يفرض "أسلوبه" ويغير "شيئًا" من طريقة لعب اللاعبين البرازيليين، وكانت النتيجة النهائية رحيل أولئك المدربين وظل اللاعبون البرازيليون "مع تعاقبهم التاريخي" يفرضون أسلوبهم الفني على المدربين..
ـ انتهى كلاسيكو الأرض بكل دروسه الفنية والتجارية، وترك حرية الاستفادة لمن يرغب في ذلك.. كانت متعة فنية كبيرة لا تتكرر كثيرًا..