|


فهد عافت
الفنّان موظّف حكومي سيّئ!
2017-12-25

 

 

 

عندما تكون هناك عدّة طرق لإنجاز مهمّة، و إتمام عمل ما، يتوزّع الناس على أقسام كثيرة، كثيرة لدرجة لا يمكن معها إلّا انتقاء نماذج معيّنة و دمج أنواع بأنواع، و إلّا فإنّ الحديث لن ينتهي:

 

ـ قسم لا يعرف أي طريقة من هذه الطّرق، و من لا يعرف لا يُجيد، و هو في الغالب يسيء أو يُعرقل!.

 

ـ الحكومات "بقليل من الفساد" تحشر عددًا من هؤلاء في وظائف هم غير مؤهّلين لها، والمجتمع "بقليل من سوء فهم الوطنيّة، وبشيء من طهبلة الفَزْعة" يفعل ذلك، ويتقبّله، ثم يشتكي منه!.

 

ـ وقسم يعرف بعضًا أو كلًّا من هذه الطّرق، لكنه لا يُجيد أيًّا منها!.

 

ـ بقليلٍ أو بكثيرٍ من التّهيئة يمكن لهذا القسم القيام بأعمال وظيفيّة نافعة، ما أن يتجاوز بنجاح دورات تعليميّة مُكثَّفة وفطنة، المهم ألا يكون القسم الأوّل هو من يُعطي أو يُشرف على هذه الدورات التعليميّة!.

 

ـ وقسم يعرف بعضًا، أو كلًّا، من هذه الطُّرق، لكنه لا يجيد أكثر من طريقة أو طريقتين لإتمام العمل على خير وجه!.

 

ـ نوعيّة الناس في هذا القِسْم، محظوظة جدًّا، إنْ هي التَقَتْ بفِطنة إداريّة، تعرف كيفيّة التعامل معها، وكيفيّة الاستفادة من مهاراتها.

 

ـ الإدارة المَرِنَة يمكنها الأخذ بيد كثير من هؤلاء الناس لخدمة الناس، غير أنّ سوء الحظ سيلازم كثيرًا من هؤلاء الناس، متى ما وجدوا أنفسهم يعملون تحت إدارات أُحاديّة النظرة والتّطلّع، وهي في الغالب إدارات جاءت من القسم الثاني تحديدًا، بُمباركة ومؤازرة من القسم الأوّل!.

 

ـ وقسم يعرف كل طرق العمل، ويجيدها جميعًا، ويتعامل معها بنفس الحيوية والمهارة، وهذا هو القسم الأكثر جودةً، والنافع دائمًا، ومنه يتفرّع قسم جديد، يجب أنْ يستلم قيادة وإدارة العمل، ذلك القسم يخص القادرين على ابتكار حلول جديدة، وطرائق جديدة لإنجاز العمل بصورة أفضل متى لزم الأمر!.

 

ـ كل ما سبق أقسام وظيفيّة، للعمل المكتبي أو اليدوي، لكنها ليست للعمل الأدبي والفنّي والإبداعي بالضرورة!.

 

ـ القسم الذي يمكن له الانطلاق أدبيًّا، وفنيًّا، وإبداعيًّا، هو القسم الذي تتوفر فيه كل الشروط المتوفّرة في القسم الأخير الذي تحدّثنا عنه، مع إضافة شيء مهم يقترب من الخَبَل!، وهو أن يأتي أحدهم مكان العمل، موفور المعرفة والقدرات والفهم والرغبة، الرغبة العاشقة!، التي من فرط ما بها وما لها من عشق، تجعله مؤمنًا إيمانًا تامًّا ومُطلقًا، بأنه يعمل لأجل نفسه، وأن مكافأته في العمل هي العمل ذاته، لا في راتبه ولا فيما سيتحقق له بعده من أرباح أو إشادة!.

 

ـ يأتي أصحاب هذا القِسْم، وهم محصّنون بالمعرفة وبالقدرة، لكنهم لا يخططون بحسم مطلق للكيفيّة!،.

 

ـ لحظة انهماكهم في العمل تتقافز أفكار جديدة، قد توقف العمل نفسه، للشروع في عمل آخر؛ ولذلك هم "في الوظيفة الحكومية تحديدًا" أكثر ضررًا، أو يكادون يتساوون مع القسم الأول في هذه المقالة!.

 

ـ ثمّ إنهم لا يعملون بالطرق التي يجيدونها، لكن بالطرق التي يرتاحون للعمل بها، ويرون أنها قريبة من أنفسهم، الطُّرُق التي يستمتعون بها، وهي من الداخل تُضحكهم!. ليس لأحدهم طريقة، له أسلوب!.