|


مسلي آل معمر
خليجية فريدة
2017-12-26

 

 

 

 

نظرتي الدائمة لكأس الخليج أنها لقاء أشقاء، يجتمعون، يتناقشون، يتنافسون، وأحياناً يتخاصمون كروياً، حتى ينفض المولد ويتوج أحدهم بطلاً للكأس، أجمل ما في هذا التجمع عملية التواصل بين الرياضيين بمختلف فئاتهم،  صحيح أن هذه البطولة في أوقات سابقة كانت منبعا للنجوم، منحت تذاكر مرور للاعبين صاعدين إلى عالم النجومية أمثال ماجد عبد الله وجاسم يعقوب وغيرهم من الأساطير، إلا أن هذا الوضع اختلف حاليا في ظل بروز بطولات أهم مثل دوري أبطال آسيا، وهي البطولة التي تستمر طوال الموسم وترهق اللاعبين، وعدا ذلك فقد توصل الجميع إلى قناعة بأن هذه البطولة تبقى ودية ولا يمكن أن يصنفها "فيفا" على أنها رسمية.

 

بطولة الخليج في نسختها الحالية، قد تكون فريدة لنا كسعوديين لعدة أسباب أولها: أنها تأتي قبل نهائيات كأس العالم، ما يتيح للمدرب بيتزي الفرصة لمتابعة اللاعبين أمام منتخبات منافسة، أما ثانيها: فالأخضر يشارك ربما بالصف الثالث وليس الثاني، وحتى نهاية اللقاء الثاني، نستطيع أن نقول إن العطاءات مبشرة، فنياً وتكتيكياً، وعناصرياً، ثالثها: هي المرة الأولى التي يسمح فيها للاعبين المواليد بمشاركة المنتخب، حتى قبل أن ينضموا لأندية، أي قادمون من الحواري مباشرة، وعلى إثر ذلك تم اكتشاف الموهبة القادمة علي النمر الذي حصل على جائزة أفضل لاعب في مباراة الأمس أمام الإمارات.

 

اللاعب الجائع للمشاركة والتواق للفرصة دائما أجدى من الموهوب المتشبع أو غير الجاد، وأبناؤنا المشاركون في الكويت حاليا مثال شاخص على هذه الفرضية، فالكل منهم يبحث عن فرض نفسه على مدرب المنتخب، خاصة أن هناك فرصة تاريخية قادمة للمشاركة في المونديال، فمن يدري، ربما تكون نهائيات روسيا انطلاقة حقيقة لعلي النمر وغيره من المواليد الذين في مرحلة ما كانوا على حدود اليأس من التمثيل الدولي أو الدخول إلى عالم الاحتراف.

 

بالنسبة لنا كسعوديين، هذه البطولة فريدة، ليس على مستوى التنافس بين اللاعبين فحسب، بل حتى المدربين، فالكرواتي يوريستش، الذي أتى لتدريب المواليد قد يحقق إنجازا مع المنتخب الأول في الكويت، هذا الإنجاز لو تحقق سيشكل ضغطاً على بيتزي ليعمل أكثر، وليدرك أن هناك غيره من ينتظر الفرصة، فأهلاً بالمنافسة ومرحباً بالمتنافسين!.