|


د.تركي العواد
الشطرنج والقوة الناعمة
2017-12-28

 

 

تشهد المملكة هذه الأيام حدثًا استثنائيًا باستضافة الرياض بطولة العالم للشطرنج على كأس الملك سلمان، التي سحبت الأضواء من كثير من البطولات والأحداث الدولية. وقد تابعت التغطية الإعلامية الواسعة من قبل وسائل الإعلام وحتى السوشال ميديا، التي ساعدت بقوة على نقل ما يحدث  في الرياض للعالم. شاهدت بكل فرح أخبار البطولة على قنوات عالمية مثل سي إن إن وفوكس نيوز ووكالات الأنباء والصحف الدولية.. الرياض أصبحت حديث العالم. 

 

نجاح الهيئة العامة للرياضة أولاً في الفوز باستضافة هذه البطولة العالمية المهمة، عمل بطولي في حد ذاته، ولكن الأكثر تميزًا هو النجاح في التنظيم بشكل يعكس رغبة المملكة في مشاركة العالم فعالياته وأنشطته. الرياضة بلا شك أحد مصادر القوة الناعمة ومنجم خصب لجاذبية الدولة وقدرتها على التأثير على الشعوب الأخرى. ميزة الرياضة أنها ليست بحاجة إلى ترجمة؛ فالكل يفهمها ويستمتع بها ويتفاعل معها؛ ما يزيد تأثير الرياضة ويجعلها حصانًا رابحًا أنها عشق وشغف الجيل الجديد الذي يشكل ما يقارب 60% من سكان الأرض. 

 

الأرجنتين في عام 2014ـ 2015 كانت من ضمن أكثر 30 دولة جاذبة في العالم في مقياس مجلة مونوكل للقوة الناعمة في العالم. ويعود الفضل في دخول الأرجنتين للقائمة حسب ما يذكر التقرير للمعجزة الأرجنتينية ليونيل ميسي. ولكن الأرجنتين خرجت من القائمة في عام 2016 ـ 2017 بسبب انخفاض مستوى ميسي مع المنتخب والنادي. بينما تقدمت البرتغال أربعة مراكز لتحتل المركز 15 بفضل الأسطورة رونالدو وتحقيقه البطولات مع الريال، وكذلك الفوز ببطولة أمم أوروبا مع المنتخب 2016.

 

تنظيم المناسبات الرياضية العالمية والاهتمام بها يساعد على نقل صورة البلد الحقيقية لشعوب الأرض؛ فكل من زار المملكة من أجل البطولة سينقل تجربته للعالم، خصوصًا أن بطولة الشطرنج لهذا العام شهدت زيادة في عدد المشاركين الذي قفز إلى 237 لاعبًا ولاعبة من سبعين دولة، وهو رقم قياسي غير مسبوق، بينما شارك في البطولة السابقة 140 فقط.