|


مسلي آل معمر
نعم للناجحين .. لا للراسبين!
2018-01-02

 

لا أستطيع أن أجزم بقوة الدوري السعودي من عدمها في ظل ما نشاهده الآن في جدول ترتيب الفرق، ما نلاحظه هو مشهد يتعاظم سنويا حيث تشتد المنافسة في وسط الترتيب وآخره بينما يتقلص عدد المتنافسين على القمة ففي العام الماضي لم تتسع القمة إلا لفريقين هما الهلال والأهلي بينما تصارعت ٨ فرق على الهروب من الهبوط! في هذا الموسم وبعد انقضاء الدور الأول وجولتين من الدور الثاني من الواضح أنه لا يوجد في القمة سوى فريق واحد هو الهلال بينما لايفصل بين الأخيروالرابع سوى عدد محدود من النقاط ويمكن تعويضه، أي أن المنافسة على المقدمة انحسرت لتقتصر على فريق واحد بينما زاد عدد المهددين بالهبوط إلى ١١ فريقًا! 

 

مايحدث لا يمكن وصفه بالوضع الطبيعي، فإن يصبح بطل الدوري بلا منافس لاشك أن الأمر لا يخدم المنافسة، أما التقارب بين فرق الوسط والقاع فأعتقد أن هذا يعكس تطورا في مستويات أندية الدخل المحدود وهذا يعني أنه لم يعد هناك فريق صغير أو فريق نقاطه مضمونة كما كان يحدث في مواسم سابقة. 

 

قبل سنوات تنبأت بانهيار فرق المقدمة أو الأندية الجماهيرية مع تقدم فرق الوسط، وبنيت التنبؤ على سوء الإدارة المالية للأندية الكبيرة وبالفعل أصبحنا نراها تتساقط واحدا تلو الآخر، وللحق أقول إنه لولا تدخل الهيئة العامة للرياضة لربما شاهدنا هبوط فريقين أوثلاثة من كبار الفرق إلى دوري الأولى، لكن الوقفة التاريخية حالت دون حدوث ما لا يحمد عقباه. 

 

في الموسم المقبل أتوقع أن يتفاقم الأمر وربما نشاهد فريقا قادما من الوسط ينافس على الصدارة مع استمرار في تراجع نتائج الأندية الجماهيرية إلا في حالة واحدة فقط وهي حدوث تغييرات جذرية وتقديم حلول فعلية للأوضاع المالية لهذه الأندية أما عدا ذلك فإن القادم سيكون مذهلا!

 

لتحقيق العدالة ولتكريس مبدأ تكافؤ الفرص ينبغي أن يكون أي دعم لفرق دوري المحترفين بالتساوي فلا يمكن مكافأة "الراسب" إداريا وماليا على حساب الناجحين بل ينبغي أن تكون للناجح مكافأة فهو من يستحق أو على الأقل تتاح له الفرصة للاستفادة من نتائج تنظيمه الإداري، وتعثر الآخرين ماليا!