مرت علاقتي بالأمير فيصل بن تركي رئيس نادي النصر السابق، بفترات شد وجذب، تخللها العديد من المشكلات والمقاطعات الإعلامية، إلا أن ذلك لم يلغ من الاحترام الذي ربط علاقتي به شيئًا.
أقيل أمس الأول فيصل بن تركي نتيجة التحقيقات التي قامت بها هيئة الرقابة والتحقيق مع سلمان القريني الأمين السابق للنصر، حول بعض الاتهامات التي ثبت علم إدارة النصر بها.
ولا أحد يستطيع أن يشكك في القرار الصادر من قبل هيئة الرياضة، خاصة وقد مر عبر الطرق القانونية والرسمية، ولم يصدر إلا بعد تحرٍّ وثبوت اتهامات، ولكنني هنا للحديث عن فيصل بن تركي وما خلفه في النصر بعد رحيله.
ويعلم الجميع الحرب الشرسة التي تعرض لها فيصل بن تركي في الموسمين الأخيرين من بعض النصراويين للأسف جمهورًا وإعلامًا وأعضاء شرف، وصلت حد الإساءة لشخصه وسلبه كل المنجزات والحقوق التي اكتسبها طيلة فترة رئاسته وتحويرها لأعضاء شرف وآخرين، دون أن يتساءلوا أين كان أعضاء الشرف هؤلاء قبل مجيء ابن تركي، ولماذا لم يصنع دعمهم بطولات قبله.
فيصل بن تركي الرمز النصراوي والمجدد لفارس نجد، لم يعد النصر للبطولات ولكنه أعاد الحياة والعشق لقلوب معظم الجمهور النصراوي، الذي لم نكن نعرفه قبل عام ٢٠١٤، متخفين تارة بحجة عدم متابعتهم واهتمامهم بكرة القدم، وأخرى بمتابعتهم للدوريات الأوروبية؛ لأنه لا توجد لدينا كرة قدم ترضي ذوقهم الرفيع.
هؤلاء الذين أخفوا نصراويتهم أعوامًا طويلة قبل مجيء كحيلان النصر يأخذون على ابن تركي عدم قدرته على تحقيق سوى ثلاث بطولات، اثنتان منها للمسابقة الأهم والأقوى بطولة الدوري، وأخرى لكأس ولي العهد، وكأن النصر عودهم على تحقيق بطولة كل موسم، وكأنه لم يغب أعوامًا مديدة عن المشهد البطولي والمنافسة حتى في الأعوام التي سبقت عودة النصر مع ابن تركي للمجد، أي قبل العام ٢٠١٤، تناسى هؤلاء أنه كان منافسًا شرسًا على البطولات، وخسر أكثر من خمسة نهائيات قبل أن تلامس يداه الذهب.
يأخذون عليه تحميله للنادي الملايين من الديون، متناسين أن للذهب ثمنًا وثمنه غالٍ جدًّا، ومتجاهلين أن المجد يحتاج إلى العمل والمال سويًّا، ويغمضون أعينهم عن واقع الأندية السعودية الأخرى، وكأن البقية غير النصر ليسوا بمدينين، وتمتلئ البنوك بأموالهم.
لنكن واقعيين وننصف الرجل ممن عملوا في هذا الوسط ونمنحهم حقوقهم بعد التضحيات التي قدموها بشكرهم لا بنكران وجحود مواقفهم ومنجزاتهم، لهم أخطاؤهم، نعم، لكن لماذا نضخم الأخطاء ونتجاهل المكاسب؟!
أنصفوا فيصل ين تركي وأنصفوا أنفسكم، وإن لم تفعلوا فالتاريخ كفيل بإنصاف هذا الرجل حين يدون أنه من أعاد نصف جماهير النصر، بعد أن كانت تخجل من انتمائها وتهرب للملاعب الأوروبية وهموم الحياة المختلفة.