|


مسلي آل معمر
استثمار الحدث
2017-12-05

 

 

 

 

 

استثمار اللحظة مهارة تسويقية لا تقدر بثمن، تعادل في قيمتها مليارات الدولارات وتختصر عشرات السنين وتنفذ أقوى الخطط الإستراتيجية المركونة على الورق، وأن تضع القرعة المنتخب السعودي في مباراة افتتاح المونديال أمام المستضيف روسيا فتلك فرصة عظيمة بأن يشاهد مليارات البشر من جميع أنحاء المعمورة مباراة الأخضر، هي مناسبة رائعة للاعبين كي يقدموا أنفسهم، وللجماهير لتروج ثقافتها وللبلد كي يعكس تطوره في المجالات كافة.

 

أعتقد أنه لن يفوت على الهيئة العامة للرياضة ولا على الاتحاد السعودي لكرة القدم استثمار هذه المناسبة الكبيرة في الترويج للسعودية ومستقبلها ومشاريعها خاصة ما يتعلق برؤية ٢٠٣٠ ونيوم وغيرها من القفزات المستقبلية التي تحدث عنها العالم طوال العام الحالي. هذه الأهداف لا يمكن تحقيقها إلا بتشكيل فريق عمل متخصص لعكس الهوية السعودية في هذا المحفل العالمي وذلك من خلال استغلال جميع الفعاليات الثقافية والإعلامية وتسجيل حضور سعودي مميز فيها.

 

كل ما سبق لا يمكن تحقيقه أو لا فائدة منه إذا لم يتزامن مع نتائج جيدة للمنتخب في مباريات البطولة، فمباريات فرق كرة القدم تكون صورة ذهنية تلقائية لدى المتلقي، ونعلم أن نسبة متابعي كرة القدم عالمياً عالية ومعظمهم من الشباب، وكثير منا انطباعه إيجابي عن البرازيل والأرجنتين والسبب الأوحد هو نجومهما ومنتخباتهما الكروية، بل في أوقات سابقة كان هناك معجبون بكولومبيا، وقليل منا  من يبحث في الأوضاع الاقتصادية والسياسية والأمنية لهذه البلدان، والعكس صحيح بخصوص الصورة عن دول مثل فنلندا وسويسرا والسويد والنرويج المتقدمة في كثير من المجالات والسبب أنها لم تنجب مثل مارادونا أو بيليه أو رونالدو أو ميسي.

 

اختصار كل هذه المسافات والحسابات سيكون بيد ١١ رجلاً سيرفعون الشعار في كل مباراة، ولا شيء عسيراً على الصقور الخضر.