تزايد في السنوات الأخيرة استخدام برامج تدريب المهارات النفسية مع الرياضيين مع اختلاف مستوياتهم وفي جميع المراحل وخاصة المرحلة السنية، وفي هذا المعنى يتضح أن برامج تدريب المهارات النفسية يعد جزءاً رئيسياً ومهماً من برنامج التدريب الرياضي، على أن يتم تطبيق هذا البرنامج على نحو متواز مع برنامج التدريب البدني والمهاري والخططي، وتبرز أهمية الصفات النفسية والإرادية والتي تمثل العزيمة والإصرار وعدم اليأس والتحمل والمثابرة التي يتم تنميتها من خلال التدريب على النواحي السلوكية العقلية الإيجابية والتي تركز في الآتي:
ـ التركيز والانتباه والدقة حتى يستمر تركيز اللاعبين على واجباتهم طيلة زمن اللعب.
ـ مقاومة الضغوط والتكيف مع الظروف المحيطة مثل الضغوط الشديدة من جانب المنافسين أوالجماهير أو الإعلام أو عوامل أخرى سواء بدنية أو إرادية أو عصبية وتعليمهم كيف يتعاملون مع طموحاتهم والتمسك بها حتى الثواني الأخيرة وفي كل أوقات المباراة وتحت كل الظروف.
ـ التحمل النفسي وهو عندما يتعرض اللاعبون لأعباء بدنية شديدة خلال المباراة، وكثيرا ما نجد لاعباً أو لاعبين أو ربما فريقاً بأكمله يتميز بكل ما يتميز به لاعب كرة القدم من سرعة فائقة وقوة بدنية ومهارة فنية عالية، كما نجد أنه يقوم بتقديم وإبراز كل ما يمتلكه من قدرات بدنية ومهارية بصورة ممتازة خلال التدريبات أو عند بدء المباراة ولكن بمجرد تعرضه لموقف ضاغط مثل المباريات الحاسمة أو ولوج هدف في مرماه نجده قد أصبح لا يتمتع بكل هذه القدرات والمهارات بل صار عبئاً على الفريق الذي يلعب له، فإن من المهم أن يتمكن اللاعب من تجاوز هذا العبء والأداء طوال زمن المباراة بالسرعة والقوة والعزيمة والإرادة نفسها، وأن يتغلب على حالات الفشل حتى لو حدثت أثناء المباراة، فهنا تبرز صفة التحمل النفسي فيتجاوز اللاعب هذا الجانب وتصبح لديه القدرة على مقاومة الإرهاق وإظهار المكنونات النفسية وتجاوز مراحل الإرهاق البدني والنفسي والإخفاق الفني وتفعيل الثقة في نفسه مما يحقق أداء بدنياً عالياً.
وعليه يجب على المدربين وضع برامج تستخدم فيها المهارات النفسية مثل: (التصور العقلي): وهو استرجاع من الذاكرة لأجزاء من المعلومات المختزنة عن المهارة، وإعادة تكوينها بطريقة ذات معنى.
(القدرة على الاسترخاء): وهو قدرة اللاعب على تخفيف التوتر والسيطرة على انفعالاته لأن الاسترخاء يساعد على تنمية الجوانب الفسيولوجية والبدنية والنفسية ومنها زيادة القدرة على العمل فترات طويلة وتقليل التعب والقدرة على الاسترخاء العضلي أثناء الضغط العصبي ويقوم بتحسين الثقة بالنفس وتقليل الإحباط والتوتر.
تركيز الانتباه: والذي يمثل القدرة على توجيه الانتباه لفترة من الزمن، فالانتباه يمثل بعداً حيوياً في مجالات التدريب والمنافسة بكل مستوياتها وتعد قدرة اللاعب على توظيف كل من الانتباه والتركيز من العوامل الحاسمة والمؤثرة بصورة مباشرة على أداء المهارات الرياضية.