أخيراً عادت مدرسة الفن والهندسة.. مدرسة النمور فتح أبوابها من جديد.. كان ضحيتها الرائد الذي استقبلت شباكه نصف درزن من الأهداف الملونة.. أخيراً شاهدنا المستوى الحقيقي للنمور لتردد الجماهير في المدرجات.. يا عميد.. من زمان أنت وينك.. ابتهاجاً بتحقيق الفريق أكبر فوز له هذا الموسم ومواصلة الزحف نحو القمة.. ولم يكن الفوز الكبير والمدهش سر فرحة الجماهير فقط وإنما بتحسن أداء الفريق وارتفاع مستواه وعودة الروح الاتحادية المعروفة التي تجلت في كل تمريرة ولمسة وتسديدة.. والأداء الجماعي السلس والسريع بعيداً عن الفلسفة والأنانية.. وضرب عشرة عصافير بحجر واحد.. أبرزها تألق عساف في حماية العرين الأصفر ورب ضارة نافعة فلولا إصابة فواز القرني الحارس المتواضع لما اكتشفنا عساف الذي يؤكد في كل مباراة أنه الحارس الأمين والأنسب.. عساف إضافة مهمة للفريق تسجل للإدارة.. وإلى جانبه عاد المولد بثوب جديد مستفيداً من غضب الجماهير والنقاد.. فقد تخلص كثيراً من عيوبه.. وقدم نفسه بالصورة التي يحبها ويتمناها كل اتحادي.. سجل وصنع وتوهج وساهم مع زملائه في تحقيق الفوز الكبير وهذا هو المطلوب.. والمتوقع من المولد في اللقاءات المقبلة خاصة أمام الوحدات الأردني.. من المكاسب أيضاً استمرار توهج الساحر مارتن.. سجل هدفاً سينمائياً من ضربة حرة مباشرة.. لا تصد ولا ترد.. لوى الأعناق بتمريراته القاتلة وهي ترتدي عباءة المكر والدهاء.. مارتن خفض كثيراً من احتفاظه المبالغ بالكرة.. وشكل الإضافة المطلوبة في بناء الهجمات وصناعة اللعب هكذا نريد مارتن ساحر كرة بحق وحقيق وليس بالاستعراض.. من المكاسب عودة ريفاس لممارس هوايته في هز الشباك والابتعاد بصدارة الهدافين عن أقرب منافسيه إدواردو والسومة برصيد ممتاز ١٥ هدفاً.. وعودة باجندوح لمستواه المعروف والتحسن الطفيف في مستوى وأداء مونتاري.. هذه بعض مكاسب النمور في ليلة الإبداع الاتحادية.. ولكن يبقى الأهم عمل المدرب بيتوركا.. فهو من يقف وراء هذا التحسن الكبير الذي طرأ على الفريق في المباريات الأخيرة تغير (٣٦٠) درجة عما كان عليه في الموسم الماضي خاصة لجهة تعامله مع اللاعبين.. وهي كلمة السر ونقطة التحول.. وبعد أن كان خصماً لهم.. يتعامل معهم بشدة وغطرسة ويوقع أقصى العقوبات عند أدنى خطأ.. الآن أصبح قريباً من اللاعبين.. احترام متبادل.. وود.. انعكس إيجابياً على أدائهم ومستوياتهم.. نقطة أخرى تسجل لبيتوركا استفادته من أخطائه السابقة خاصة لجهة الاستقرار على تشكيلة ثابتة لا تتغير.. إلا للضرورة وليس كما كان يحدث سابقاً كل مباراة تشكيلة جديدة.. وإشراك لاعبين في غير مراكزهم.. ولهذا نرفع القبعة لبيتوركا.. كلمة حق يجب أن تقال بعد نقدنا القاسي له الموسم الماضي.. منذ عودته لم نكتب سطراً واحداً يهاجمه.. وبعيداً عن احتفالية النمور بالفوز الكبير وقد أثلج صدور الاتحاديين ندق جرس إنذار قبل موقعة الوحدات الأردني الثلاثاء المقبل.. فالخوف كله.. من نشوة الأهداف الستة.. الخوف كله من دخول المباراة بثقة زائدة.. الخوف كله من الاستهانة بفريق الوحدات والاعتقاد الجازم بالفوز والتأهل وكأنه مسألة وقت.. الإنذار موجه للمدرب واللاعبين والإدارة.. لقاء الوحدات لقاء تحديد المصير.. فإما الفوز والعودة إلى دوري آسيا من الباب الكبير وإما إهدار كل شيء والدخول في عالم المجهول.. بقي أن نذكر الجماهير بدورها فاللقاء وحسمه لصالح النمور مسؤوليتها بالدرجة الأولى بعد توفيق الله.. عودوا إلى العشق الكبير.. واملؤوا الجوهرة برقم قياسي جديد.