No Author
دلال الدوسري ـ هؤلاء يستحقّون
2016-02-18
يعتقد البعض أن الأندية الكبيرة من حيث الميزانية والجماهيرية هي فقط من يمارس المسؤولية الاجتماعية، وهو غالباً نتيجة لتسليط الضوء الإعلامي على ثلاثة أو أربعة من هذه الأندية دون البقية، إلا أن الجزء الباقي من الصورة هو الأهم.
سأورد عشرة أمثلة لأندية قدمت برامج ذات تأثير، هي النواة لتوسيع مجالات المسؤولية الاجتماعية في الوسط الرياضي إذا ما تمّ استثمارها وتنظيمها بشكل مؤسساتي. وأبدأ من المنطقة الشرقية، فقد مثّل نادي الخليج من سيهات نموذجاً رائعاً في التفاعل الفوري مع حادثة الحرم المكي حيث توجه مباشرة بعد نهاية مباراته للتبرع بالدم للمصابين قبل مغادرة بعثة الفريق من العاصمة المقدسة. وانفرد نادي الفتح بالالتفات إلى تقنين صرف 300 ألف ريال سنوياً من ميزانيته بشراكته مع المجدوعي وتوظيفها لتفادي أزمات مالية محتملة. ومنه إلى القادسية الذي تبنّى برنامجاً يتناسب مع لغة شباب اليوم وتوعيتهم بإعادة تدوير الحواسب الآلية، وصولاً إلى نادي الثقبة ـ نادي دوري الدرجة الثالثة ـ الذي تستثمر جمعية ودّ للتكافل والتنمية الأسرية شراكته لتشجيع أبناء حي الثقبة على الانخراط في أنشطة رياضية مختلفة.
وانتقل إلى أندية الغربية ومبادرة أحد ـ "جرّب تعيش بدونها" والهادفة إلى إيجاد حلول بديلة لاستخدام التقنية والتوعية بالجوانب النفسية والاجتماعية السلبية للأجهزة الإلكترونية على الأطفال والمراهقين. ونادي الأنصار الذي أطلق مشروع كسوة الشتاء لعمّال النظافة في المدينة المنورة وهو ذات البرنامج الذي نفّذه نادي الباطن بالمنطقة الشمالية. وبالحديث عن الشمال، قدّم نادي العروبة بالجوف صورة مشرفة للتضامن مع شهيد الوطن العقيد عبدالله السهيان الذي مثّل النادي والمنتخب في كرة اليد، ففتح استقبال العزاء داخل النادي وأطلق اسمه على صالة الألعاب.
أما في المنطقة الوسطى، فقد أبرم نادي الفيصلي بحرمة تعاوناً مع جامعة المجمعة لإقامة الدورات التطويرية لشباب المنطقة، ومثله نادي التعاون الذي استضاف الدكتور الدويش لتقديم محاضرة للاعبيه بعنوان "الرياضة والأخلاق"، وشددّ على المسؤولية التي تقع على عاتق اللاعب كنموذج يقتدي به الشباب، وتميّز برنامج نادي الزلفي من خلال لوحات دعائية كبيرة على الطرقات حاملة رسالة:"هدفنا بناء جيل رياضي به نصعد وفيه نفخر".
هذه الأنشطة هي صور صحيحة لممارسات المسؤولية الاجتماعية عبر الكرة المحلية، ومختلفة عما اعتدنا عليه من زيارات وهدايا لجمعيات خيرية وتذاكر مجانية للمرضى والأيتام. هؤلاء اجتهدوا في ظل غياب الدعم وقلّة الإمكانيات ـ خاصةً المعرفية، وهم يستحقون مظلة تسنّ معايير لتطوير ممارساتهم وتوظّفها بالشكل الذي يخدم الأندية والمجتمع ويحقق أجندة التنمية الوطنية.