No Author
محمد نجيب - عودة كرة القدم لمملكة الـ(فيفا)
2016-02-28
التقيت به في حفلٍ للاتحاد الأوروبي في مدينة موناكو ليلة قرعة المنتخبات الأوروبية لتصفيات أمّم أوروبا وكأس العالم.
كنت هناك ممثلاً لقناة أبوظبي الرياضية التي حصلت على الحقوق التلفزيونية لتلك التصفيات لمنطقة الشرق الأوسط، وكان هو الرجل الثاني في الاتحاد الأوروبي الذي يعمل في ظل الرئيس القوي آنذاك ميشيل بلاتيني والذي كان ينظر إليه على أنه المنافس القوي لسيب بلاتر على كرسي إمبراطورية (فيفا).
إنه جياني إينفانتينو السويسري الجنسية من أصول إيطالية والذي انتزع بالأمس رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم.
بعد الإطاحة بسيب بلاتر وميشيل بلاتيني في قضايا الفساد كان هناك شعاع من ضوء ليتربع عربي على ذلك الكرسي الفخم لإمبراطورية كرة القدم، ولم لا ودوّل العالم الثالث في أفريقيا وآسيا تطمح لتلك الخطوة.
لم يمثلنا مرشح واحد بل كالعادة مرشحان الأمير علي بن الحسين والشيخ سلمان بن إبراهيم فانقسمت أصوات عالمنا الثالث بينهما لتزيد فرص السويسري في الفوز.
في الجولة الأولى حصل السويسري على ٨٨ صوتاً والشيخ سلمان بن ابراهيم على ٨٥ صوتاً والأمير علي بن الحسين ٢٧ صوتاً والمرشح الرابع شامبين على
٧ أصوات.
كان يكفي الفائز ١٠٤ أصوات لحسم الانتخابات.
ماذا لو تم الاتفاق على مرشح عربي واحد قبل الانتخابات؟
ماذا لو تنازل علي بن الحسين لسلمان بن إبراهيم ودعم حملته الانتخابية ونال الشيخ سلمان الـ ٢٧ صوتاً بجانب الأصوات التي حصل عليها ليصبح مجموع الأصوات ١١٥ صوتاً التي تضمن اكتساحاً من الجولة الأولى والإطاحة بنظرية المؤامرة التي نعيشها بأنه من المستحيل أن يرأس عربي تلك الإمبراطورية.
لم يحصل مرشح على الأصوات المطلوبة فكانت الجولة الثانية التي حصل فيها الشيخ سلمان بن إبراهيم على ٣ أصوات إضافية ليبلغ عدد أصواته ٨٨ صوتاً والأمير علي بن الحسين على ٣ أصوات من السبعة التي حصل عليها في الجولة الأولى وطار إينفانتينو بـ ١١٥ صوتاً وبالرئاسة.
بنظرة للجولة الثانية توجهت الـ ٢٤ صوتاً من أصوات علي بن الحسين للسويسري سواء كان ذلك التوجه بقرار من علي بن الحسين أو بدون علمه لإينفانتينو بجانب السبعة أصوات لشامبين ليصبح مجموع أصوات السويسري ١١٥ ليحسم الانتخابات بالفوز.
قبل الانتخابات كان كل مرشح من مرشحينا يتحدث عن ضمان الفوز على الرغم من أحاديث هنا وهناك عن نظرية المؤامرة الخارجية التي تحرم الفوز لعربي.
نظرية المؤامرة رمينا بها الغير وهي نظرية ظهرت وترعرعت في نفوسنا وحاربنا بعضنا البعض تحت شعار أنا ومن بعدي الطوفان.
ماذا لو اتحدت أصواتنا على مرشح واحد قبل الانتخابات؟ ماذا لو قررنا أن يرأس الاتحاد الدولي مرشح عربي نقف كلنا معه؟
انقسمنا كالعادة وكالمعتاد خسرنا وسنظل كذلك في كل أمورنا الرياضية ندخل بثقة كاذبة ونخرج بعد ذلك من الباب الواسع بابتسامةٍ صفراء، فنحن قبل كل شيء عرب تقتلنا الردة وتقتلنا أن الواحد منا يحمل في الداخل ضده.
مبروك للسويسري إينفانتينو الذي دخل الانتخابات ببرنامج واضح وبشعار (فيفا) تعود لكرة القدم وكرة القدم تعود للفيفا.
بعيدا عن خلافاتنا نتساءل هل ما يملكه الشيخ سلمان بن إبراهيم والأمير علي بن الحسين من خبرة في إدارة كرة القدم والتسويق الرياضي الذي يجمع للفيفا ٥ مليارات دولار كافية لأي من المرشحين لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم؟ لا أظن.
ـ في الجولة الأولى لدوري المجموعات الآسيوية فاز الأهلي السعودي على ناساف بهدفين لهدف وهي أبرز نتيجة لفرقنا وبعده يأتي تعادل الهلال خارج أرضه مع باختاكور الأوزبكي والاتحاد أيضا خارج أرضه مع لوكوموتيف طشقند بهدف لكل فريق.
أما النصر فيحسب عليه تأخره على أرضه وبين جماهيرة بهدفين ثم سجل هدفاً واستقبل هدفاً لتصبح نتيجته التأخر بثلاثة أهداف لهدف، ويحسب له عودته المتأخرة ليتعادل بثلاثة أهداف لكل فريق.
في النصر كان عبدالله العنزي أسوأ ما في الفريق، وكان حسين عبد الغني هو الأفضل بنشاطه وحيويته وهدفه الرائع من ضربة حرة ليبقي على ماء وجه النصر وليثبت أن سنوات العمر لا تكون حاجزا أمام التألق إن كانت هناك روح القائد الذي يرفض الهزيمة.
ـ فرق الإمارات حدث ولا حرج، ونتائج الجولة الأولى لم ينجح أحد حتى العين الذي خسر مباراته على أرضه أمام الجيش القطري لم يشفع له سيطرته على المباراة وإضاعته الكثير من الفرص السهلة ومنها ضربة جزاء، الفريق الذي استغنى عن أسامواه جيان ومن بعده أمنيكي لم يستطع تعويضهما، والبديل دوجلاس أقل بكثير من حجم العين.
ولنا لقاء.