لاشك أن للمدرب الفني لأي فريق دوراً كبيراً في نتائجه في المنافسات التي يخوضها، كذلك الحال للمدرب العقلي، فهو لا يقل أهمية عن المدرب الفني وخصوصاً في ملاعبنا، والمدرب العقلي هو المصطلح الآخر لأخصائي علم النفس الرياضي، فالأدوار التي يقوم بها المدرب العقلي متعددة ولكن من أهمها التأكد من الروح المعنوية للاعبين قبل أي مباراة وشحذ هممهم لتقديم أفضل ما لديهم، هذا الدور يقوم به بعض مدراء الكرة ولكن بشكل غير احترافي لعدم تخصصهم ولوجود مهام أخرى لديهم أهم من هذا الأمر في نظرهم.
ما دفعني للحديث عن هذا الموضوع النتائج غير المتوقعة في دوري "جميل" هذا العام، فلم يعد هناك ما يسمى مفاجأة الموسم، حيث إنه في كل جولة من جولات الدوري تحدث مفاجأة، عندما كانت الفرق التي في المقدمة تلعب بروح قتالية طوال الموسم في زمن الطيبين أو زمن الهواة لم نكن نشاهد ولا نسمع مفاجأة الموسم جراء هزيمة فريق في مؤخرة الدوري لأحد الفرق الكبيرة إلا مرة في كل موسم وفي الغالب في مباريات خروج المغلوب، بل كان من سابع المستحيلات فوز فريق بالدرجة الأولى على أحد فرق الممتاز لأنه بالإضافة إلى الفوارق الفنية هناك روح قتالية بينما في موسمنا الجاري تكررت 5 مرات، فالفوارق الفنية لا تجدي في ظل لاعبين هزيلين، كذلك غياب الروح القتالية والاستبسال لأجل الشعار من أول دقيقة إلى إعلان الحكم صافرة النهاية.
خسارة الهلال لآخر مباراتين في الدوري ما كانت لتحدث لو كان لاعبو الفريق يقدرون الشعار الذي يرتدونه، وما كانت لتحدث لولا غياب اللاعب المسؤول المقدر لحجم كيان بحجم نادي الهلال، في زمن النعيمة والمصيبيح والثنيان والحبشي والجابر وأبوثنين كان الهلال يأتي ثانياً وربما ثالثاً في منتصف الدوري وبالروح والعزيمة يتقدم ليخطف الدوري.
سلمان وسالم وعزوز والزوري وكواك وشراحيلي وألميدا أسماء يعول عليها الجمهور الهلالي كثيرا قبل إدارة النادي ولكن للأسف هم أكثر من يخذل الفريق بأداء باهت هزيل وروح معنوية منخفضة.
الاتحاد هزم الهلال رايح جاي هذا الموسم والسبب ليس لأن الاتحاد فريق ثقيل وأفضل فنياً بل لأن الهلال يلعب بلاعبين بلا روح وخصوصاً في لقاء الدور الأول، حيث كان الاتحاد في أسوأ حالاته الفنية ومع ذلك هزم الهلال بالأربعة.
لاشك أن لجورجيوس دونيس دورا كبيرا جراء تخبيصاته لكن السبب الأكبر وراءه لاعبون لا يقاتلون من أجل الفوز وإدارة لا تحاسب المخطئ.
على لاعبي الهلال أن يعلموا جيداً فيما لو فرطوا ببطولة الدوري بعد أن كان قريباً منهم فإن الجماهير لن ترحمهم وسوف تصف هذا الجيل من اللاعبين بأنه الأسوأ في تاريخ هذا الكيان فالهلال لم يعود جماهيره بأن يرجع بعد أن تقدم، فالهلال تصدر الدوري لأكثر من جولة وعندما يفرط في ذلك سوف يتعرض لاعبوه لغضب جماهيري كبير، وعلى من يشعر بأنه لن يقدم أفضل ما لديه ويقاتل من أول دقيقة إلى آخر دقيقة من المباراة أن يترك الفرصة لغيره، فالكيان لا يقف على أحد، الفوز والخسارة بيد الله وهذا شيء يؤمن به الجميع ولا يغضب الجماهير، لكن أن يخسر الفريق نتيجة تخاذل ومشاركة هزيلة فهذا ما لا يقبله الجمهور إطلاقاً.
المنافسة على الدوري انحصرت بين الهلال والأهلي والاتحاد وتبقى 8 جولات وسيحسم الدوري الفريق الذي يلعب لاعبوه بتركيز عالٍ وروح قتالية ورغبة في الفوز طوال المباراة وفي كل الجولات، وأعتقد أن لاعبي الاتحاد يتصفون بذلك وهم للدوري أقرب.