|


No Author
حمد الراشد ـ هل تمر العاصفة بسلام؟
2016-03-05

أسدل الستار على الجولة الثانية من دوري أبطال آسيا وكان الزعيم صاحب الحضور الأكبر بسحقه بلا رحمة باختاكور برباعية سينمائية في الحصة الثانية.. يليه النصر وقد عاد من طشقند محملاً بالحلوى والمكسرات والهدايا والأفراح فقد حصد ثلاث نقاط خارج الديار واستعاد شيئاً من روحه وهيبته مواصلاً مشواره في البطولة الآسيوية بنجاح.. فيما عاد الملكي من هناك بخسارة مريرة وغصة في النفس.. فالفريق لم يكن حاضراً طوال المباراة كمن يأكل شيئاً مرغماً.. ولم يصحُ من سباته إلا بعد أن تقدم ناساف بهدفين ولم يدخل جو المباراة إلا في الدقائق الأخيرة.. صحيح لعب بغياب كوكبة من نجومه الكبار.. لكن كان بالإمكان أفضل مما كان بدليل المستوى المتميز والأداء القتالي في الرمق الأخير من عمر المباراة.. نأتي إلى أكبر الخاسرين في الجولة الثانية.. العميد.. الذي فرط في الفوز على لوكوماتيف.. وهو يلعب على أرضه وأمام جماهيره التي ساندته بقوة ولم تخيب ظنه.. وبغض النظر عن حكم المباراة الذي تغاضى عن احتساب هدف صحيح لريفاز في الوقت بدل الضائع وتجاهله خشونة الأوزبك إلا أن بيتوركا لم ينجح في اختيار التشكيل المناسب والتكتيك المناسب.. نفهم أن يهاجم برأس حربة واحد عندما يلعب خارج الديار.. لكن أن يفعل ذلك وهو يلعب على أرضه وأمام جماهيره فهذا ما يدعو للدهشة.. لماذا لم يشرك مختار بجانب ريفاز وقد لاحظنا كيف وضع دفاع لوكوماتيف ريفاز تحت فكي الكماشة.. باستمرار محاصر ومراقب.. ولو كان مختار موجوداً لرأينا خطورة ريفاز الحقيقية.. كما أخفق بيتوركا في إشراك ياسين حمزة في مركز الظهير الأيمن.. وفي صبره العجيب على مارتن الحاضر الغائب وفي تأخر إشراك مختار.. ولا يتحمل بيتوركا وحده المسؤولية.. بل يشاركه بعض اللاعبين.. عسيري أضاع بمفرده ثلاث فرص خطرة للتسجيل.. الغامدي معظم تمريراته خاطئة.. مارتن خارج التغطية.. ياسين جاب العيد بدخوله العنيف وغير المبرر على المهاجم الأوزبكي.. وهذه همسة محبة للكابتن ياسين.. هناك فرق كبير بين الحماسة والروح العالية.. وبين العنف والاندفاع والتهور.. العب بتركيز عالٍ وحرص شديد على تخليص الكرة من المهاجم.. عينك على الكرة.. لا تستخدم يديك بدفع الخصم أو الدخول بعنف.. وتصبح مدافعاً يشار إليه بالبنان.. وكلمة للمدرب بيتوركا لا تظلم مختار فهو مهاجم خطير.. يلعب على الطرف ويلعب داخل وخارج الصندوق.. استثمر إمكاناته الكبيرة.. ليس شرطاً أن يلعب بجوار ريفاز وقد شاهدنا كيف توالت الفرص الخطرة على مرمى لوكوماتيف بعد دخول مختار.. وبعيداً عن هموم دوري آسيا ومفاجآته.. نفتح صفحة دوري جميل.. بعد أن أعادت نتائج الجولة الـ ١٨ موازين القوة.. وخارطة المنافسة على اللقب.. لأول مرة يقترب الاتحاد من المتصدر فهو على بعد نقطة واحدة.. تطور دراماتيكي هائل.. صنعه فوز العميد على الزعيم في معقله وفوز مارد الجنوب على الملكي في الجوهرة.. صدمة كهربائية أحدثت كل هذا التحول.. فاللقب أصبح متاحاً لثلاثة يملكون نفس الحظوظ.. واليوم يجدد الموعد مع فصل آخر من فصول الدراما الكروية.. الاتحاد في مواجهة الفتح والأهلي في موقعة الشباب.. والهلال يقابل القادسية.. ولكيلا تتغير المعادلة الجديدة.. الثلاثة مطالبون بالفوز.. ولكن المسألة ليست بهذه السهولة.. فالفتح لا يزال قادراً على مقارعة الكبار.. ولا تستطيع توقع ما يقدمه.. وقد يفعلها أمام الاتحاد.. الشباب تغير جلده بالكامل على يد فتحي الجبال ودخول عناصر جديدة أبرزها بن يطو.. فريق يملك كل المقومات الآن.. ومستواه لا يقل بحال من الأحوال عن الاتحاد والهلال والنصر والأهلي.. مهمة الأهلي شاقة عسيرة لتخطي الليث الأبيض وسيحتاج إلى جهد مضاعف لكي يعبر حاجز الشباب بسلام.. أما الزعيم.. فمهمته أسهل أمام القادسية وهو مرشح للفوز.. ولا سيما وهو يدخل هذا اللقاء في أوج تألقه الفني والمعنوي.. بعد رباعية باختاكور.. السؤال هل نشهد مزيداً من المفاجآت في هذه الجولة أم تمر العاصفة بسلام؟