لم يكن الأهلي يحتاج الكثير ليستعيد الروح المفقودة منذ أسابيع، ويعود لتحقيق الانتصارات التي تخلى عنها بعد أن كان نجمها، ويعيد البسمة لجماهيره الغفيرة التي هي مصدر إلهامه وبلسم عثراته.
فالأهلي بشهادة المحايدين يمتلك أفضل الإمكانات بين المنافسين ولديه كل الأدوات اللازمة لتحقيق الانتصارات والبطولات، وكل ما يحتاجه هو تنظيم الأدوات وتوظيف الإمكانات وهذا جانب إداري في المقام الأول.
كان الخلل واضحاً والتردد في اتخاذ القرار أكثر وضوحاً لولا النتائج السلبية والضغوط الجماهيرية التي فرضت عودة طارق كيال لضبط أمور الفريق والتصدي للدور الإداري المفقود.
أمام الشباب عاد الأهلي الذي نعرفه، بروحه وأدائه وجماهيره وانتصاراته، بل واستعاد الصدارة والثقة والروح العالية وهي من أساسيات تحقيق البطولات.
أما وقد عاد الأهلي الذي تريده جماهيره وانتصر وتصدر فعلى الأهلاويين تعزيز هذه الانتصارات والمحافظة على المكتسبات في المرحلة المتبقية من الدوري حيث يصعب تحقيق الانتصار وتعويض الانكسار.
الأهلي ومنافسوه تفصلهم سبع جولات عن موعد الحسم والتتويج إن تجاوزها بنتائج الدور الأول فسوف يتوج بطلا للدوري وإن عاد للتفريط فسوف يكرر سيناريو الماضي ويصعب عليه المستقبل.
نقاط مبارة القادسية هي الأهم الآن للمحافظة على الصدارة خلال فترة التوقف وقبل مواجهة الهلال في مباراة الإياب، وإذا عاد الأهلي بالنقاط الثلاث فسيكون المرشح الأول رغم قوة المنافسين الهلال والاتحاد.
والمطلوب من الأهلاويين إدارة وفريق وجماهير المحافظة على الروح والحماس ومواصلة الانتصارات والتعامل مع كل مباراة على حدة مثل مباريات الكؤوس بغض النظر عن نتائج المنافسين.
عليهم أن ينشغلوا بفريقهم وتهيئته وتحفيزه وعد البحث له عن أعذار ومبررات كأخطاء الحكام واللجان التي رغم أنها حقيقة إلا أنها أصبحت مبررا لتقصير اللاعبين وتراجع مستوياتهم.
وإن ظن الأهلاويون أن الكيال هو من جلب الفوز وهو من سيواصل جلبه لهم فهم مخطئون، الانتصار تحقق بتكامل الجهود من قبل الجميع إدارة ولاعبين وجماهير وهم المعنيون والمطالبون بالاستمرار على هذا النهج.
طارق كيال أو غيره لا يملك حلولاً فردية وإنما يؤدي دوراً مهماً ضمن منظومة متكاملة أي خلل في حلقاتها يهدم كل الجهود، وكما كان التراجع مسؤولية الجميع يجب أن تكون المحافظة على الانتصارات والصدارة وتحقيق البطولة مسؤولية الجميع.