مرة أخرى يسدل الستار على الجولة الثالثة من دوري أبطال آسيا.. والأمور ليست على ما يرام.. الكرة السعودية تعاني.. هذا هو العنوان العريض.. ليتها وقفت على صعيد الأندية ونتائجها المخيبة للآمال بل على صعيد المنتخب وأسلوب إدارة شؤونه.. فحكاية التدريب من على بعد حكاية فاشلة ومريرة.. والقائمون على شؤون الأخضر لا يبدون خوفاً أو قلقاً أو انزعاجاً.. بل راضون كل الرضا والسبب النتائج الخادعة الوهمية.. فوز على فلسطين في آخر دقيقة في الدمام ٣ـ٢ وتعادل سلبي في عمان.. وفوز بآخر دقيقة على الإمارات بخطأ قاتل من عموري.. ونتائج قياسية مع تيمور الشرقية وفوز باهت على ماليزيا.. هذه هي حصيلة الأخضر.. وبالعقل والمنطق لا تعد مصدراً للاطمئنان.. ولا تعكس مؤشراً للنجاح حتى نجد كل هذا الارتياح من المسؤولين عن شؤون المنتخب لأسلوب عمل فارنك على وزن (فرك) كلمة عامية تعني هرب.. والدليل اختياره الجديد لعناصر النخبة الوطنية معظمها هبط مستواه إلى نقطة الصفر كياسين حمزة وبعضها يلعب احتياطياً لدقائق معدودة كالسهلاوي وبعضها مصاب كنايف وعبدالفتاح عسيري ونواف وجحفلي، في المقابل هناك أسماء سجلت تألقاً وإبداعاً تجاوزها اختيار (فرك) ومساعديه كعبدالمجيد الرويلي نجم نجوم التعاون. هذه لمحة بسيطة عن واقع منتخبنا الذي سيفاجئنا عندما يتأهل للدور الثاني ويواجه فرقاً حقيقية عندئذ تسقط الأقنعة وتشرق شمس الحقيقة.. ولكن للأسف بعد فوات الأوان.
ـ لست متشائماً ولكن الواجب يحتم ذكر الحقيقة، فالطريقة التي تدار بها العملية التدريبية للأخضر لا تعطي أملاً ولا تزرع نجاحاً.. ونعود لفرساننا الأربعة في دوري أبطال آسيا.. النصر والهلال حافظاً على حظوظهم كاملة برصيد خمس نقاط من ثلاث جولات.. لكن المستويات غير مطمئنة الزعيم فرط في فوز كبير الشوط الأول والعالمي غاب واختفى أمام لخويا في الشوط الأول وعاد وقدم مستوى مثالياً وعرضاً مبدعاً في النصف الأخير من الشوط الثاني تسأل نفسك لماذا غاب هذا المستوى وهذه الروح أمام الهلال.. أما الملكي فقد اختفى تماماً أمام العين لا أداء لا مستوى لا روح، عاد من هناك بخفي حنين ليتجمد رصيده عند ثلاث نقاط من ثلاث جولات.. رصيد متواضع.. أما أكبر الخاسرين محلياً وآسيوياً العميد الذي قدم أسوأ مباراة له في عشر سنوات أمام النصر الإماراتي.. مسجلاً سقوطاً مدوياً على أرضه وأمام جماهيره أصبح قاب قوسين أو أدنى من توديع دوري آسيا من الدور الأول.. يحتاج لمعجزة للتأهل للدور الثاني.. الفريق لا يجمل.. ومدرب غريب لا يجيد اختيار التشكيل المناسب ولا التكتيك المناسب لكل مباراة ويجهل قراءة المباريات.. الفشل الذريع مسؤولية الإدارة والمدرب واللاعبين.. الأولى لأنها أعادت بيتوركا وتركته يعمل منفرداً بدون مساعد وطني كحمزة إدريس أو حسن خليفة.. والسلوك المنفلت والأداء المتشنج لمعظم اللاعبين مونتاري والخيبري وياسين.. أكبر دليل على عجزها في لجم هذه السلوكيات الخاطئة التي تتكرر في كل مباراة.. فلو كان هناك توجيه وحزم لما تكررت.. والمدرب الذي ادخر ريفاز للقاء النصر ولم يشركه أمام الوحدة فضلاً عن تخبطاته الفنية وعجزه التام عن رسم التكتيك والتشكيل المناسب.. كان بيده مشاركة باجندوح ومونتاري كمحور ارتكاز من البداية وزياد بجانب أحمد عسيري وإراحة ياسين الذي لم يتعلم من أخطائه.. والدفع بمختار لجانب ريفاز لتشكيل قوة هجومية ضاربة خاصة أن المباراة على أرضه وبدعم ٤٠ ألف مشجع..
(ولا يهون) معظم اللاعبين وإن كان عذرهم عدم وجود مدرب يعرف كيف يخرج أفضل ما لديهم.. الحكاية تطول.. والنتيجة.. كرتنا تتراجع آسيوياً ومستقبلها لا يدعو للتفاؤل أندية ومنتخبات والله المستعان.