No Author
منصور البدر ـ كتاب الاتحاد
2016-05-10

لست قريباً من نادي الاتحاد ولا مطلعاً على تفاصيله من الداخل لكن الاتحاد ـ كما يقول محبوه ـ كتاب مفتوح لمن يجيد القراءة، وكتاب الاتحاد هذا الموسم عبارة عن رواية طويلة تتضمن أحداثا مثيرة وتفاصيل مملة ونهاية حزينة.
منذ عقدين لم يشهد الاتحاد وضعاً متردياً كما هو الآن وقد تزداد الأوضاع تردياً ويتعرض لما هو أسوأ في ظل الأزمة المالية الخانقة والديون المتراكمة والخلافات التي قسمت الاتحاديين إلى قسمين متضادين وقسم ثالث يتابع ويتألم.
ما يحدث في الاتحاد حاليا عبثُ بتاريخ هذا الكيان وتشويه لصورته وسمعته ليس على المستوى الإعلامي والجماهيري فقط، بل وعلى المستوى الرسمي لدى (فيفا) ولجانه من خلال عشرات القضايا المرفوعة ضده من قبل لاعبين ومدربين أجانب فضلا عن شكاوى اللاعبين المحليين لدى لجان الاتحاد السعودي.
أتابع ما يجري في الاتحاد حاليا وأعود بالذاكرة إلى سنوات مضت لم يكن فيها كباره يسمحون بتأزم الأمور لهذا الحد، كانوا يختلفون ويتنافسون لكنهم يؤثرون مصلحة الكيان على مصالحهم وهو ما يفتقده الاتحاد حاليا.
طلال بن منصور وخالد بن فهد وإبراهيم أفندي وعبدالمحسن آل الشيخ، وخالد بن محفوظ وعبد الفتاح ناظر، وحسين لنجاوي وآل باناجه وأحمد مسعود، وغيرهم، أعطوا الاتحاد الكثير ولم يأخذوا منه شيئا.
هكذا كان الحال عطاء بلا حدود ودون مقابل، وتحول الآن إلى مقابل دون عطاء حيث أصبح من السهل الوصول إلى كرسي الرئاسة بوعود وهمية وحملات إعلامية والنتيجة ديون متراكمة تجاوزت ربع مليار وصفر من البطولات.
ما يحدث في الاتحاد حاليا لا يُسأل عنه إبراهيم البلوي فهو لا يملك الإمكانات المالية ولا الخبرة الإدارية لقيادة نادٍ كير بحجم الاتحاد، المسؤول هو من دفع به لترشيح نفسه ومن صدّقه ولم يكن صادقاً معه ممن حوله من المستشارين والإعلاميين، كما تشارك الرئاسة العامة لرعاية الشباب (سابقا) في المسؤولية بصمتها رغم علمها بما يحدث.
وعود وهمية وميزانية مفتوحة ورعاية تاريخية تم الترويج لها في البرامج التلفزيونية والصحف التابعة وصدقها جمهور الاتحاد والنتيجة ديون هي الأعلى في تاريخ الرياضة السعودية.
الآن الرواية الدرامية للاتحاد هذا الموسم ولن يستفيد الاتحاديون من الخلاف حول أبطال الرواية، عليهم أن يكتبوا رواية جديدة بأبطال آخرين سواء من الزمن الجميل للاتحاد أو أسماء جديدة لا علاقة لها بكتاب الاتحاد المفتوح وروايته هذا الموسم.