|


No Author
د. وحيد بغدادي - صايم.. لا تكلمني
2016-06-11
لتوتر والعصبية في رمضان.. أصبحت صفة سائدة ومعتادة.. الغالبية إلا من رحم الله يكونون خارج النص والعذر المكرر (ياخي صايم).. يشتم ويصرخ ولا يسلم من شره قريب أو بعيد والسبب (أنا صايم.. لا تكلمني).. يقود سيارته بسرعة وتهور وقد يتجاوز الآخرين بخطورة والسبب (صايم .. وما له خلق).. الوجه عبوس ومتجهم ومن النادر جداً أن تشاهد ابتسامة رمضانية والسبب (الأخ صايم.. وزهقان).. الأخلاق تصل إلى أسوأ درجة من الانحدار الأخلاقي وإذا خاطبته فررت منه، ووليت منه رعبًا، لما يظهر عليه من الغضب الشديد.. ثم إذا رجع إليه رشده اعتذر عما بدر منه وقال: "إني صائم".. أصبحنا نعلق سوء تعاملنا مع رمضان وننسب أفعالنا للصيام.. البعض يتحجج بالصيام وكأنه هو الصائم الوحيد وأن جميع من حوله مفطرون فخسر روحانية الشهر ولم يبق له من أجر الصيام إلا الجوع والعطش.. للأسف كان الصوم دافعاً للتسامح وحسن الخلق فيما ظلم البعض شهرنا المبارك وقلب المعادلة وجعل منه شهراً للإساءة للآخرين.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الصِّيَامُ جُنَّةٌ، فَلاَ يَرْفثْ وَلاَ يَجْهَلْ، وَإِنِ امْرُؤ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ، فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائمٌ) رواه البخاري.

كاتب وناقد رياضي