يسهر طوال الليل.. يقلب عينيه بين القنوات ليتابع آخر المسلسلات والمسابقات والبرامج.. بل وحتى الإعادة قد لا تفوته.. وقد يتابع جميع مباريات كوبا أمريكا وأمم أوروبا 2016 وحتى ساعات الفجر.. ثم ينام كما ينام البعير بعد انقضاضه على مائدة السحور وهو يلتهم الطعام التهاماً وكأنه في معركة ثأرية.. البعض للأسف يتعامل مع وجبة السحور وكأنها الوجبه الأخيرة في حياته أو أنها بداية حرمان لسنوات قادمة.. ينام صاحبنا لساعات طويلة ليستيقظ ورأسه ثقيل بثقل معدته.. وإن فكر بالصلاة فإنه ينقرها كنقر الغراب وقد يصلي الظهر مع العصر.. ويخرج بعد ذلك من بيته سريعاً لشراء متطلبات وجبة الإفطار وهو يشتم هذا ويلعن ذاك وقد يتسبب في وفاة عائلة بعد حادث مروع بسبب قيادته المتهورة.. ويستمر صاحبنا يومياً في تكرار نفسه وكأنه مخزن للتخزين المستمر.. كل ما يقوم به خلال الشهر هو تعبئة هذا الوعاء وهذه المعدة داخل جسم أجوف بلا هدف.. وحتى ينتهي الشهر وقد فاته الكثير وهو لم يدرك أي شيء من الشهر سوى دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم: رغم أنفه.. رغم أنفه من أدرك رمضان ولم يغفر له.