|


No Author
ثراء بلاتر وجشع إينفانتينو
2016-06-17
يغض الغرب النظر عن جرائم تُرتكب بحق الشعوب المقهورة في منطقتنا، فيغذون الحروب ويسلحون الفرقاء ويكتفون باستنكار الأعمال الإجرامية والإبادة والتطهير العرقي والنزوح. فيما يحوّلون كل الأنظار إلى أمر تافه يحصل في كل مكان وزمان، ويجيّشون جمعية حقوق الإنسان العالمية والمنظمات الخيرية الأخرى بالإدعاء بعدم توفير السلامة والأمان والعيش الكريم للعمال الوافدين إلى قطر الذين يعملون في إنشاءات مونديال 2022.
ولعل أرقام الوفيات في الورش التي أقيمت وتقام في البرازيل تحضيرًا لمونديال 2014 وأولمبياد 2016 (5 ـ 21 أغسطس) دليل على أن أي عمل ضخم يكون له ضحايا بصورة عادلة، وأما الجلبة والضوضاء والإعلام الصاخب، فيجب أن تكون نتيجة أرقام غير عادية من الوفيات في صفوف العمال خلال ورش بناء الملاعب والمرافق الأخرى. ولكننا، ومع تقدم الأعمال في منشآت مونديال قطر، وجدنا الآية معكوسة: لا ضحايا ومع ذلك إصرار على اتهام البلد المنظم بسوء معاملة العمال.
نبقى في قطر ونأخذ مثلاً آخر على طمس الحقائق وإبراز مساوئ لا تعدو كونها افتراءات مكشوفة، وتعالوا في هذه العجالة نستعرض خلفيات توقيف محمد بن همام مدى الحياة وتجريده من منصبه كرئيس للاتحاد الآسيوي إضافة إلى مناصبه الأخرى في الفيفا، مقابل الاتهامات الواضحة الدامغة التي أقصت السويسري جوزيب بلاتر عن رئاسة «الفيفا» في 2015 (تسلم منصبه في 1998) ولأسباب الفساد المالي والثراء الفاحش، وآخر الاتهامات له بعد إيقافه 8 سنوات وتخفيض المدة إلى 4 سنوات، ثبوت سرقات بـ80 مليون دولار كان عرابها بلاتر وتقاسمها مع اثنين من مساعديه فالكه وكانتر، وهذا الأخير استهدفته عمليات تفتيش من الشرطة السويسرية التي داهمت «الفيفا» مؤخرًا.
وحتّى الرئيس الجديد «للفيفا» إينفانتينو الذي حملته الانتخابات إلى سدة الرئاسة كمنقذ لهـذه المؤسسة الرياضية الدولية من الفساد، لم يلبث أن «طلعت» منه رائحة الفساد والاتهام الموجه إليه لا يختلف كثيرًا عن الاتهامات الّتي طالت سلفه، وإلا فما الفارق بين الإثراء الشخصي عبر عقود وتعويضات، والجشع الذي أبداه إينفانتينو حين عُرض عليه أجره فقال أنه غير كافٍ، ولم يتوانَ عن الجهر بأن المبلغ يقل عن المليونين! والمفارقة هنا أن الخاسر أمام الرئيس الجديد (صهرنا زوج الموظفة اللبنانية سابقًا في إتحاد الكرة اللبناني) وهو إبن عمنا الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة تعهد بأنه لن يتقاضى أي أجر في حالة انتخابه…
والحق يقال أن اتهام محمد بن همام بتقديم مساعدات لبعض الاتحادات مقابل التصويت لملف قطر، يذهب هباءً أمام اتهامات بالسرقات طالت بلاتر ومساعديه واتهام بالجشع طال إينفانتينو، فالذي يعطي ويساعد ليس كالذي يأخذ ويسرق.