|


No Author
منصور البدر - الحكمة قبل الشجاعة
2016-06-21
الاختلاف في وجهات النظر طريق سليم لصنع القرارات الصائبة ما لم يتحول إلى خلاف، فإن وصل حد الخلاف أصبحت بيئة العمل غير مناسبة لتحقيق النجاح وإنجاز الأهداف.
والمجال الرياضي على مختلف الأصعدة يعتمد أساساً على الاختلاف في الرؤى وعنوانه الرئيسي الخلاف الذي يصل حد التناحر وربما القطيعة.
خلاف بين المؤسسة الرياضية واتحاد الكرة يعلم بها القاصي والداني وتجلت بوضوح في تصريحات سابقة لرئيس هيئة الرياضة، وداخل مجلس إدارة اتحاد الكرة خلافات عبر عنها بصراحة بعض الأعضاء، وبين أعضاء اللجنة اختلاف وربما خلاف.
وفي الأندية تكون الاختلافات أكثر والخلافات أكبر بين المنتمين للكيان الواحد ولنا في نادي الاتحاد المثل الأقرب، فها هو يدفع ثمن الخلاف بين المنتمين له والذي وصل حد تبادل الاتهامات والشكاوى في المحاكم، وأظهرت البيانات حجم الخلافات في النصر، وقبل ذلك الهلال والشباب والاتفاق وجميع الأندية دون استثناء.
في الأهلي وُلد (الاختلاف) من رحم الإنجازات خصوصاً منجز الدوري الذي انتظره الأهلاويون سنوات طويلة وبدلاً من أن يكون سبباً في لم الشمل وتجاوز أي اختلافات سابقة في الآراء إذا به السبب في نشوء اختلاف يوشك أن يكون خلافاً وربما هو كذلك.
لم أطلع على التفاصيل ولا تهمني بقدر ما يهمني ألا يدفع الأهلي الثمن كما دفعه سنوات طويلة من قبل وكما يدفعه غيره الآن، بعد أن وصل الأهلي إلى مرحلة جني الثمار وحصد البطولات.
أجزم أن ثمة تجاوزات حدثت في الموسم الماضي وأن هناك اختلافاً وربما خلافات بين الأهلاويين حول موضوعات أساسية بعضها مرتبط بالفريق وبعضها يتعلق بالموارد والاستثمار، ولكن على الأهلاويين أن يجنحوا للتهدئة بدلاً من التصعيد وألا يخربوا بأيديهم ما بنوا من إنجاز.
ما يهمني أكثر من الأشخاص هو "الأهلي" وجماهيره خاصة الفئة التي تتابع بصمت وتتألم لأي خلاف ينشأ بين الأهلاويين وتتجنب الخوض فيه، لسبب واحد فقط هو أنها أكثر وعياً وحرصاً على مصلحة الأهلي ممن (يهايطون) ويزعمون دور البطولة عبر مواقع التواصل، ليس في الأهلي فقط بل في جميع الأندية، المختلفون لا يعبرون عن خلافهم صراحة وإنما يمارسونه من خلال الجماهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهي ظاهرة أصبحت مشكلة، فالتناحر على أشده بين المحسوبين على أطراف الخلاف في أي نادٍ وكل يغني على ليلاه ويطرح ما تجود به ثقافته من عبارات تزيد من هوة الخلاف.
أخيراً وليس آخراً، أعرف الأمير خالد بن عبدالله منذ خمس وعشرين سنة أو أكثر وأدرك مدى عشقه للكيان وأثق في حكمته للخروج بالأهلي من هذا النفق، ولم أسمع عن مساعد الزويهري إلا كل خير رغم أنني لم ألتقِ به إلا مرة واحدة عندما شرفني بزيارتي في مكتبي فوجدت فيه حماس وروح الشباب وحكمة الكبار وأثق أنه لن يفرط في المكتسبات التي حققها منذ مجيئه للأهلي.
باختصار.. الحكمة أولى من الشجاعة، ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً.