|


No Author
"الكهرب يا أبو إيفانكا" - فهد بن علي
2017-09-06

تنويه أوّلي: قدري الذي منحني الكتابة بشؤون غير رياضية داخل صحيفة رياضية، قال لي إن جودة مقالي ووضوح جملي وحُسن اختيار ألفاظي ليسوا اليوم مقياسًا للقبول، بل ما يعلن القبول هو فوز المنتخب الذي يحسّن من مزاجية القارئ، ها أنا أكتب المقال وسأرسله قبل المباراة بأصابع مرتعشة، ولسان يلهج لفوز الأخضر، انتهى. 

 

زار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب المناطق التي رمى الإعصار نفسه عليها، ومن ضمن المدن التي اطمأن عليها ولوّح فيها بيده الكريمة، كانت مدينة صغيرة أدرس وأسكن بها في ولاية "لويزيانا"، غرقي في النوم وقت قدومه لم يمكنني من حمل معروض وشكوى أعددت نيتي الركض بها ومنحها أحد حراسه، مطبطبًا على كتفي أي ـ ترمب ـ قائلاً: "لك ما أردت".

 

يا أبا إيفانكا أسبوع كامل دون كهرباء، لجرّاء سكني في شقة جديدة تزامناً مع الإعصار اقتضى الأمر سبعة أيام كاملة من شركة الكهرباء حتى يعتمر الضوء شقتي.

 

قد خلّفت فيَّ الظلمة آثارًا نفسية وأشعر بلزوجة ثقيلة في ذهني، ولنفاد شحن بطارية هاتفي بعدما أخرج في الصباحات ذاهبًا إلى القهوة أو الجامعة، أبدأ التحديق نحو ارتفاع الشمس كي أخمّن كم هي الساعة الآن. سوف تعود الكهرباء اليوم، وبعدما تحولتُ من إنسان بدائي سأنتقل إلى الإنسان الحديث، يكفي من هذه التجربة انتباهي أن الشمس قديمة جدًّا، هي التي لم تتقاعس ليوم واحد منذ آلاف السنين عن النهوض. 

 

وما كان مسار الشمس في السماء عبارة عن عقارب ساعة على ساعد السماء، بل كان مسار الشمس هو الزمن كلّه منذ الأزل. 

 

آمل في النهاية ذهاب المنتخب إلى روسيا، ليعرف بمكان دولتنا في الخريطة ملايين البشر، مشرّفين بذلك البلاد والعباد، وفي حال عدم تأهلنا ـ لا قدّر الله ـ لا أرى حينها داعيًا في الغضب من جلد منفوخ، و"ياخي تخيّل بس ينقطع الكهرب عنك أسبوع كامل".