ظروف الطباعة أجبرتني أن أبعث بالمقالة قبل بدء لقاء ذهاب نهائي آسيا الذي جرى البارحة، وهذا ما جعل موضوعها "أي المقالة" لا يتعلق بأحداث المباراة.
ـ أعود لموضوع المقالة
ـ بعد ظهور متواصل لستة عقود في نهائيات كأس العالم سيكون منتخب الآزوري "إيطاليا" غائباً عن المونديال المقبل في روسيا.
ـ منذ العام 1958 والمنتخب الإيطالي يشارك كضلع ثابت في النهائيات، ينافس ويحقق اللقب، لكنه ظل يتراجع بشكل لافت حتى وجد نفسه خارج نهائيات كأس العالم.
ـ على الصعيد "الإعلامي"، يعتبر غياب إيطالياً عن النسخة المقبلة من نهائيات كأس العالم "مفاجأة".
ـ لكن على الصعيد "الفني"، ومن خلال متابعة دقيقة وقريبة للكرة الإيطالية بشكل عام وأداء المنتخب على وجه التحديد، لا أعتبر هذا الغياب مفاجأة.
ـ دعونا نتحدث عن الكرة الإيطالية التي حققت لقب كأس العالم 4 مرات، وكانت في معظم مشاركاتها تمثل عنصراً منافساً ومرشحاً للفوز باللقب.
ـ كان هذا يحدث عندما كان الدوري الإيطالي يمثل أحد أهم وأقوى دوريات كرة القدم الأوروبية، وكانت أندية اليوفي والإنتر وميلان وروما في أفضل حالاتها وتقدم النجوم الطليان الكبار.
ـ قبل أكثر من 10 أعوام كان الدوري الأول أو الثاني على مستوى المشاهدة عالمياً لقوة التنافس وكثافة النجوم.
ـ في تلك الأحيان والظروف كان المنتخب الإيطالي لا يفكر "بمجرد" التأهل إلى النهائيات، إنما ينافس على اللقب ويحققه في أكثر من مناسبة.
ـ ومع مرور الأعوام، بدأت قوة الدوري الإيطالي تتراجع وتقديم النجوم يتلاشى، حتى انصرف الكثير من عشاق كرة القدم في العالم عن متابعة الدوري الإيطالي، متجهين نحو الدوري الإنجليزي والإسباني بل ربما الألماني والفرنسي.
ـ حتى على صعيد النجوم "الكبار"، لم تعد الكرة الإيطالية تقدم الجديد، واسألوا صفقات الاحتراف الصيفية التي باتت تخلو من أي تنافس على نجم إيطالي، لخلو الكرة الإيطالية منهم!!! لعل آخر النجوم هو الحارس العملاق بوفون.
ـ أين النجوم الطليان من عينة باجيو وزولا وديل بييرو وروسي ومالديني وتوتي؟!
ـ كرة قدم لم تعد تقدم نجوماً بهذا الحجم لاشك أنها تعاني بل وتعاني كثيراً، ولذلك وجدت إيطاليا نفسها خارج مونديال روسيا.
ـ تعالوا نستعيد سوياً كيف كانت مشاركة إيطاليا في مونديالي 2010 "جنوب إفريقيا" و2014 "البرازيل"، لنعرف كيف أن هذا المنتخب يتراجع ولم يعد مقنعاً على الإطلاق.
ـ المنتخب الإيطالي في تلك النسختين لم يستطع تجاوز دور المجموعات.
ـ في نسخة 2010 لعب المنتخب الإيطالي ضمن مجموعة باراجواي وسلوفاكيا ونيوزيلندا، ومن يقرأ جيداً أسماء منتخبات المجموعة قبل بداية النهائيات يضع إيطاليا على رأس المجموعة، إذ لا مقارنة بينها وبين بقية المنتخبات.
ـ لكن إيطاليا فاجأت الجميع وحلت رابعاً في نهاية دوري المجموعات!! لم يحقق الطليان أي فوز واكتفوا بتعادلين وخسارة!.
ـ وفي نسخة 2014 لعب المنتخب الإيطالي ضمن مجموعة ضمت كوستاريكا والأوروجواي وإنجلترا، واعتقد كثيرون أن إيطاليا وإنجلترا ستتأهلان عن المجموعة دون عناء.
ـ لكن من يصدق أن إنجلترا حلت رابعاً وإيطاليا ثالثاً وغادرتا البطولة من دور المجموعات!.
ـ كل ما ذكرته عن تراجع مستوى الدوري الإيطالي وغياب النجوم الكبار وأخيراً أداء المنتخب الإيطالي في نسختى 2010 و2014، ألا تكفي أن تكون مبررات منطقية لغياب إيطاليا عن نهائيات كأس العالم المقبلة؟