|




عدنان جستنية
الهلال ولبن العصفور
2017-11-17

لبن العصفور الذي أعنيه وأرمي إليه ليس كما قد يعتقد ويذهب إليه البعض، فالمقصود هو تحقيق بطولة دوري آسيا والوصول إلى الحلم الذي طال انتظاره جدًّا ببلوغ "العالمية" التي كانت بالنسبة لبني هلال "صعبة قوية"، وكثير من الزملاء الإعلاميين وجماهير الأندية المنافسة كانوا يستخدمون هذه العبارة من باب "التهكم" وزيادة كمية اليأس عند الهلاليين، وربما للتحفيز وإشعال نار الغيرة.

 

ـ صحيح في الفترات السابقة وعلى مدى "18" عامًا، كان وما زال هذا الإنجاز يمثل بالنسبة للهلاليين أقرب بـ "المستحيل" الذي من الصعب تحقيقه، وأن العالمية النظرة الطامحة إليها أشبه بمن يطلب "لبن العصفور"، ولعل ما يؤكد ذلك حالات "الفشل" التي مر بها الزعيم  طيلة المدة المشار إليها، حتى أن هذه البطولة باتت لكل الهلاليين بمثابة "عقدة" مزمنة بحثوا وما زالوا يبحثون عن حل لها دون ملل أو كلل، ولم يفقدوا الأمل على الرغم من كل "الإحباطات" التي واجهوها ومن بينها التحكيم "الظالم" الذي سلبهم قبل عامين بطولة من المفترض أن تسجل لهم، وإن كان لـ "الصافرة" الجائرة رأي آخر.

 

ـ اليوم وبنظرة ثاقبة لها بُعد كبير، نرى من خلال الدعم الكبير "اللامحدود" الذي يحظى به نادي الهلال من الهيئة العامة للرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم، ولجانه والإعلام والجماهير كحالة "غير مسبوقة"، لم يسبق أن حصل عليها أي نادٍ سعودي منذ مشاركة الأندية السعودية في البطولات القارية، نستطيع القول بأن "لبن العصفور" بالفعل تهيأ للمنظومة الهلالية كافة، فالقيادة الرياضية لم تبخل بـ "المال" ولا بالتوجيهات التي تصب كلها في مصلحة الوطن، وكأن من يمثل الكرة السعودية هو المنتخب السعودي وليس الهلال، وهي "ميزة" سوف تشجع بقية الأندية في الموسم الحالي والمواسم المقبلة على تحقيق البطولات المحلية التي تسمح لها بشرف تمثيل الوطن، وأن يكون لهم نصيب من "لبن العصفور" الذي بات "هبة" من الدولة كنوع من "الدعم" بما يساهم في تهيئة كافة الأجواء النفسية والمعنوية، لتعود الكرة السعودية إلى مكانتها "المرموقة" التي كانت عليها قاريًّا وعالميًّا.

 

ـ وبما أن لبن العصفور أصبح اليوم في "متناول" الهلاليين، إذن من المؤكد أنهم لن يفرطوا ولا في "نقطة واحدة"، فلم يعد لهم حاليًّا أي "عذر" أو مبرر من جميع النواحي، ولا يمنع أن أذكرهم بأن دوري آسيا كان بالنسبة لغيرهم من الأندية السعودية، وأخص بالذكر فقط "نادي الاتحاد" مشواره طويل وشاق وأصعب، حينما كانت تلعب هذه البطولة بنظام تشارك فيه كل أندية الشرق والغرب بدول آسيا في كل التصفيات، على العكس تمامًا من ثلاثة مواسم، فقد أحدث الاتحاد الآسيوي لكرة القدم تعديلًا خفف و"سهل" المهمة بنظام يمكن فهم مغزاه على طريقة "ما لكم حجة بعد هذا التسهيلات"، بمعنى أن الكرة في مرمى كل الأندية التي تمت الاستجابة لطلبها. 

 

ـ إذن بعد كل هذا "التسهيلات" على مستوى المنافسات القارية، والتي تمكن الهلال من استثمارها جيدًا بالوصول إلى "النهائيات"، ثم ما حظي به من دعم غير مسبوق شبهته بـ "لبن العصفور"، ناهيكم عن أن مواجهات الهلال أمام الأندية الإيرانية أصبحت عقب قطع المملكة علاقتها مع المجوس الخونة، وأمام كافة هذه التسهيلات، فإنني على يقين بأن لاعبي الفريق في مواجهة الغد ومواجهة الإياب في اليابان سيكونون على قدر كبير من المسؤولية"، إذ إنهم سيستثمرون كل نقطة في لبن العصفور أو نفطة من النقاط الست، وسيلعبون بشعار الفوز ولا غير الفوز وبنتيجة نتمناها ثقيلة.

 

ـ أخيرًا وليس آخرًا.. ودون أدنى شك إذا حقق الهلال البطولة وفاز على فريق أوراوا الياباني، وتأهل لأول مرة لبطولة أندية كأس العالم، فإن اللاعبين موعودون بما لم يحصل لغيرهم ولو طلبوا ما يشبه "لبن العصفور"، سينالونه ويحصلون عليه، ويا لها من فرصة ثمينة وغالية جدًّا لم ولن يضيعها رجال الهلال بإذن الله وتوفيقه.