|


د.تركي العواد
كل شيء مثالي في الهلال.. وهذا مخيف
2017-11-16

 

 

 

الجو جميل والسماء صافية زرقاء كزرقة الهلال.. أما الطريق فمفروشة بالورد.. فلا أشواك، فقط ورد.. والناس مبتسمون بشكل ودود.. أسمع أصوات العصافير من بعيد.. تهدي تحياتها للزعيم وعشاقه.. لا شيء مقلق على الإطلاق، فالهلال بطل آسيا بلا جدال.. أما الياباني فلا لون ولا طعم ولا حتى حضور. 

 

 لم أجد الأمور مثالية مثل اليوم.. وهو أمر مرعب.. ما يجعلني أتلفت حولي في توجس أن الأجواء مثالية أكثر من اللازم. 

 

وهناك مثل أمريكي يقول: "إذا كان الأمر مثاليًّا بشكل لا يصدق فلا تصدقه". 

 

نعيش اليوم وضعًا مثاليًّا بشكل مريب.. فلا يمكن أن تحصل على الكأس بهذه السهولة.. ومن يعتقد أنها سهلة، فإنه لم يلعب كرة قدم.. ولم يذق مرارتها وتقلباتها وقساوتها وخيانتها. 

 

لا وقت للأماني ولا الأحلام البنفسجية.. ستكون مباراة صعبة وقوية.. أصعب من سيدني ألف مرة.. الساموراي لا يستسلم بسهولة.. وأتمنى ألا نكتشف بعد النهائي أنه أصعب مما توقعنا.

 

إذا لم ندخل المباراة لنفوز على التحكيم فلن نفوز.. إذا دخلنا ونحن نحمل نظرية المؤامرة والأعذار الجاهزة فلن نفوز.. جربنا خسارة الكأس والفوز بالأعذار، فلم نحصل على مبروك.

 

لن نفوز على الياباني دون أن نتذكر سيدني، وما قلناه عن الكنغر الصغير.. بطيء الحركة قليل البركة.. لا تكرر الأخطاء وتتوقع نتائج مختلفة.  

 

نحن أسياد القارة الصفراء.. نادي القرن.. زعيم نصف الأرض.. القصائد والمعلقات لا تعطي البطولات يا حضرات،  فإذا أردنا الفوز، فيجب أن نرتقي إلى مستوى الحدث.. فنحن أمام فريق منضبط.. وصل إلى النهائي الآسيوي مرة واحدة في 2007 وحقق اللقب.. حقق المركز الثالث على العالم.. ليس فريقًا من ورق.. بل من ذهب.. ولتفوز عليه يجب أن تلعب مباراة العمر.

 

ستبقى هذه المباراة في التاريخ سواء فاز الهلال أو خسر.. كما بقيت مباراة الهلال والاستقلال سنة 91.. ستبقى مثل نهائي 2000.. وستبقى أيضًا كما بقيت مباراة سيدني.. إنه خياركم.. خيار اللاعبين.. فكيف تريدون أن يذكركم التاريخ؟ 

 

قبل أمشي:

 

جمهور الهلال.. أنتم الهلال.. إذا حضرتم حضر.