|




عدنان جستنية
‏‫هبوط الأهلي "حقيقة" مسلم بها‬‬‬
2017-11-14

 

 

ليس من مصلحة الكرة السعودية هبوط النادي الأهلي بأي حال من الأحوال ولا نتمنى ذلك لأي نادٍ سعودي، بعيدًا عن أي إرهاصات ترتبط بانفعالات جماهيرية لها علاقة بتنافس كروي كان لهذا النادي أو لذاك، في حقبة زمنية ما كان يتمتع به من "نفوذ" ما وسلطة نافذة استفاد منها كثيرًا يرصدها التاريخ مهما مضى عليها من سنوات، أثرت في مسار "العدالة" والنزاهة الكروية والتنافس الشريف "النظيف"، مما كان له تأثيره البالغ عند عامة الناس، وفي أنديتها وجماهيرها عبر ردود أفعال متألمة ومحتقنة لا يمكن لها أن تفعل أي شيء وهي تشعر بـ "الظلم" ممثلًا في فروق واضحة يمتاز بها نادٍ بعينه دون غيره، وليس هذا فحسب إنما يجب عليها أن تتقبله دون أي اعتراض، لتزمة "الصمت" بوصفه خيارًا وحيدًا لا بديل عنه.

 

ـ نعم هبوط النادي الأهلي لأندية الدرجة الأولى أمر لا نتمنى حدوثه، وكما أشرت آنفًا ليس من مصلحة الكرة السعودية أن يصدر قرار بذلك، لأن النادي الأهلي بات جزءًا من "تركيبة" منظومة رياضية فيها من "الجمال" ما يجعل محبيه وغير محبيه يتوجهون بالدعاء له هذه الأيام والأيام القليلة المقبلة، بألا يصل به الحال إلى هذا المصير "المؤلم"، ولكن وهنا أتوقف عند كلمة "ولكن" واضعًا تحتها ألف خط.. فالنظام نظام وسيطبق على الجميع "كائنًا من كان.. وموس على كل الرؤوس" هذا ليس كلامي أو مِن "بنات أفكاري" إنما هي دُرر أطلقها "رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ، فأفرحت وأبهجت كل أطياف المجتمع الرياضي وفق شعار "سيفين ونخلة"، مؤكدًا أن ما كان يحدث في"الماضي" لن يتكرر إلا أن "التجاوزات" التي حدثت من بعض الأهلاويين في قضية مفاوضات اللاعب محمد العويس لن تمر مرور الكرام، فالنظام ولا غير النظام سيكون هو "سيد" الموقف الذي لن ينظر إلى اسمه ويهتم بتاريخه ومكانته وجماله، فمن "أساء للأهلي" هم من أهله، حددهم بالاسم رئيس هيئة الرياضة في تصريحات تلفزيونية "شفافة"، وبالتالي هم وحدهم من ساهم في تشويه سمعته وجعلوه مثل غيره تحت طائلة "عقوبات" منتظرة، والتي بطبيعة الحال لن ترضي مجانينه، مع أنني أكاد أجزم أنها لن تصل إلى قرار هبوط هذا النادي العريق.

 

ـ هذا "الهبوط" الذي عبرت عنه "متفائلًا" بأن النادي الأهلي لن يهبط إلا أنه في واقع الأمر كشف للرأي العام وللشارع الرياضي "حقيقة" مسلمًا بها، ولا مجال إلى إنكارها أو التنصل منها، وهي من سكت وقبل ومارس سلوك "الرشوة" المشين شكل "هبوطًا" لسمعة النادي الأهلي، وهذا أكثر مرارة من قرار"هبوطه" إلى دوري أندية الدرجة الأولى، فالـ "الرقي" الملقب به هذا الكيان "سلخ" منه بسب ذلك الفعل المشين، خاصة وأنه حظي بموافقة صناع القرار إداريًّا وشرفيًّا، وهذا ما أثبتته التحقيقات الصادرة عن هيئة الرقابة والتحقيق.

 

ـ هذه هي الحقيقة الأولى.. أما الحقيقة الثانية المسلم بها فهي "هبوط" في المبادئ تمثل في لغة الخطاب الإعلامي الأهلاوي على مستوى إدارته أو إعلامه، والذي كان على مدى تداول قضية العويس إعلاميًّا ينافح "ويعابط" ويدعي "المظلومية"، وأنه على حق ممارسًا كل وسائل "التضليل"، وظلم تضرر منه "شيخ" الأندية السعودية نادي الشباب، وهنا "الطامة الكبرى" حول هبوط كافٍ كعقوبة نفسية ومعنوية أقوى بكثير من عقوبة ينتهي تأثيرها بعد سنة أو سنتين، فالعقوبة المختزلة نفسيًّا ومعنويًّا ستطارد سمعة النادي الأهلي ومن أساؤوا له.

 

ـ بقيت الحقيقة "الثالثة"، وهي الجمهور "المخدوع" الذي يبحث عن البطولات "الوهمية"، فقد "هبط" هو الآخر هبوطًا "مخجلًا" يندى له الجبين خلال مواقف عبر عنها بـ "تغريدات وهاشتاقات" لا تليق، وصلت إلى مرحلة من "الإسفاف" المرفوض والسقوط الذي يضر مصلحة الوطن، والذي لا أظن أنه سيمر دون عقوبة "انضباطية" من لجنة الانضباط، فإن "الهبوط" الذي لحق بسمعة ذلك الجمهور "المخدوع" سيبقى وصمة عار تطارده، بوصفها عقوبة أشد وطأة من أي عقوبة نظامية أو قانونية. 

 

ـ بعد هذه الحقائق الثلاث.. يحق لي في نهاية هذا الهمس أن أهنئ نفسي وأهنئ كل من تشوقوا لـ "العدالة" ونادوا بها، وإلى عصر يحارب الفساد أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى معالي رئيس هيئة الرياضة الذي لم ينحن لعاصفة التهديدات وكل وسائل الفساد الفكري، ومحاولات تسعى بشتى الطرق "الهابطة" إلى أن تثنيه عن خطه السوي "العادل" بتطبيق الأنظمة تجاه نادٍ ظن مسيّروه أنهم "فوق" القانون والنظام، ليقف لهم بالـ "المرصاد" بشعاره الذي لن يتنازل عنه "موس على كل الرؤوس" حتى إذا اضطر إلى اتخاذ قرار يؤدي إلى "هبوط" كل من لم يقدر حلمه وحكمته في معالجة فرضت عليه اتخاذ قرار تدريجي بإنهاء تكليف رئيس النادي فهد بن خالد الذي فقد "السيطرة" على إعلام "هابط" منه ما كان "محرضًا" وآخر "اخرس" رضي أن يكون "متفرجًا"، ليكلف الأمير تركي محمد العبد الله رئيسًا للنادي الأهلي، وثقة هو أهل لها ليمارس صلاحياته في دعم كل القرارات التي تصب في مصلحة الرياضة السعودية ومحاربة الفساد بكل ألوانه وأشكاله، ودعم الكيان الأهلاوي، أملًا في إنقاذه" من الفكر والسلوك "الهابط" الذي لا يليق بتاريخه ورجالاته وجمهور، "محب" خانت البعض منه "عاطفته" سيعود حتمًا إلى رشده صفًّا واحدًا إلى كل ما فيه المصلحة العليا للوطن والرياضة السعودية.