|


فهد عافت
البغض فكرة.. والحب شعور!
2017-11-11

 

 

 

 

ـ هنيئاً لمن كان البغض لديه: فكرة، والحب: شعور.

 

ـ المسألة ليست سهلة، لا تصل إلى أقصى احتمالات نورانيّتها بغير صبر ومثابرة، ورهانات تسامح كبيرة، لكنها في نهاية المطاف جَلّابَة سعادة غامرة، وراحة بال لا مثيل لها.

 

ـ يحتاج الأمر إلى ما هو أكثر جسارةً من التّقدّم، إلى التغيّر والتغيير.

 

ـ الفهم الأوّلي، الفهم المشاع والمكرور للحب والكُره، للمودّة والبغضاء، يجب قلبه لنكسب قلوبنا، وهي مهمّة شاقّة، ربما لا تكفيها سنة أو سنتان، غير أنّ سنةً واحدةً تكفي، بإذن الله، لحصد ثمار، تغري بالاستمرار، وتحرّض عليه.

 

ـ مصاحبة أهل القلوب الطّيبة، والألسن العفيفة، لها مفعول السحر في تغيير مواقفنا من الحياة والناس، تبدو هذه النصيحة مملّة، أولاً لأنها نصيحة، وثانياً لأنها قديمة ومكرورة، لكن والله خلاصة تجارب تخطّت الخمسين عاماً.

 

ـ والقراءة تفعل ذلك بجدارةٍ فائقة أيضاً، في كل كتاب تجربة مناقشة وحوار، تجربة صحبة واستنارة، تجربة موافقة مبهجة، وتجربة اختلاف كريم.

 

ـ أنت في درب التسامح، وتفهّم الآخر، وقبوله كما هو، ومثلما يريد، لا تفعل ذلك من أجله، بل من أجل نفسك، هو يكسب نعم، لكن لأنّ كأسك فاضت وسالت على من هم حولك، وأنت حين تمتلئ كأسك لن تفكِّر بغير شفقةٍ ورحمةٍ فيما وفيمن تظن أن كؤوسهم فارغة أو غير ممتلئة بما يكفي.

 

ـ حاوِل، وساعدنا في أن نحاول وأنّ نستمر في المحاولة، وتخيّل النتيجة: ناس يعيشون حياة هانئة، مُعافاة وحيوية، يقول كل واحدٍ منّا رأيه، مطمئنًّا إلى أنّ الآخر قادر وراغب في أن يفصل بين الرأي وصاحب الرأي، قد يبغض الرأي، وقد يخالفه، يخالفه كفكرة، لكنه يستمر في تقبل ومناقشة الآخر، لأنه يحبه كشعور.

 

ـ أخيراً: أنْ تكسب حقك بالقانون، وأنْ تصر على عدم التنازل عنه، هذا ليس كرهاً ولا بُغضاً لأحد.

 

ـ الحب ليس تراخيًا ولكنه صلابة وعزم، والتسامح ليس تنازلًا ما لم تشعر معه ومن خلاله بالتصاعد والصعود.