|


مسلي آل معمر
بيعوها للمستثمرين الشجعان
2017-11-10


مع تهاطل خطابات التهديد من "فيفا" تجاه الأندية السعودية والمختومة بعبارة: "سدد.. وإلا عاقبناك"، ينبغي أن تكون الوقفة جادة وحاسمة من هيئة الرياضة والاتحاد السعودي، فالمشاكل أكبر من طاقة إدارات الأندية وقدراتها، حيث إن بعض مسؤوليها الحاليين يحملون أوزار من سبقوهم، لذا أصبحوا في مواقف لا يحسدون عليها، وأستطيع تشبيههم بالغريق الذي لا يجيد السباحة، ويرمق المتحلقين حول البركة بنظرة أخيرة، لعل أحدهم يقوم بعملية من الممكن أن نسميها إنقاذًا أو انتحارًا لانتشاله من الغرق.
مسألة أن ننتظر رؤساء جددًا يأتون ليسددوا الديون مقابل الجلوس على الكراسي أعتقد أنها غير قابلة للتطبيق، لأن الثمن غال جدًّا ولا أحد يملكه، ولو أن هناك من يمتلكه فإنه سينتظر ليشتري النادي، أما التفاوض مع الدائنين فهذا حل مؤقت قصير قد يؤجل المشكلة أشهرًا قليلة، لكنه لا يحلها على الإطلاق، كما أننا إذا قلنا إن الحكومة ستسدد هذه الديون، فأظنه في تقديري الشخصي أمر مستبعد لأن لديها أولويات أهم، علاوة على أن الشق أكبر من الرقعة.

إذن.. إلى أين تتجه أنديتنا؟
لا أرى حلًّا ممكنًا وقابلًا للتطبيق، إلا أن تجد الأندية المديونه من يلتزم بسداد ديونها مقابل تملكها، وهذا الحل ينبغي أن يطرح بشكل عاجل، لأن "فيفا" والدائنين لن ينتظروا طويلًا، وحتى أمام هذا الحل.. فإن النادي المحظوظ هو من سيجد مستثمرًا شجاعًا يقدم على هذه الخطوة، لأن الأوضاع الاقتصادية محليًّا ودوليًّا ليست على ما يرام، فكثيرون محجمون عن الاستثمار في كل القطاعات، فما بالكم بقطاع جديد لم تشرع لوائحه ولا أنظمته، ولا يوجد فيه تجارب يمكن القياس عليها، بل أرى أنه يجب أن تقدم التسهيلات والعروض التشجيعية لهؤلاء المستثمرين، لأن الجادين منهم قليلون.. وقليون جدًّا.

طبعًا.. نعلم أن أسوأ الحلول على الإطلاق هو أن نرى هذه الأندية الكبيرة في درجات أدنى، أو نجدها تعلن إفلاسها ولا تعود إلا تحت مسمى آخر وشعار جديد، وهذا في الحقيقة ليس حلًّا.. بل دمار وخراب ديار!