موقف سيىء وضع فيه الصديق طلال آل الشيخ حين قبل مهمة رئاسة الشباب بالتكليف خلفا لسليمان القريني المقال من قبل هيئة الرياضة السعودية، حيث واجه الرجل فور استلامه المهمة رفضا من قبل جمهور نادي الشباب وأعضاء شرفه الداعمين.
موقف الجماهير حقيقة لا يعنيني بشكل كبير فهي تنظر لأنديتها بعين العاطفة فقط وقد تتغير مشاعرها تجاه أي من منسوبيه لمجرد فوز وخسارة ولكن مايعنيني حقيقة وضع الأندية السعودية والتي لا تزال تحت رحمة عضو الشرف وقبوله لشخص ورفضه لآخر، وهنا لانستطيع أن نلقي اللائمة على عضو الشرف فما يقدمه طوعا ومحبة لناديه ومن جيبه الخاص قرار لا يمكن لأي شخص أن يشاركه فيه حتى أقرب الناس إليه، ولنكن واقعيين إن لم يشكروا على مايقدمونه فلا أحد يستطيع أن يلقي باللائمة عليهم ولكن السؤال سيظل مطروحا حتى تنتهي هذه العلاقة الجدلية بين أعضاء الشرف والأندية وتحديدا اعتمادها على الأشخاص لا على العمل المؤسسي.
لم يستطع الصديق طلال آل الشيخ الصمود أمام هذا الرفض أكثر من ثلاثة أسابيع حتى تقدم باستقالته وترك المهمة للعقيل أحمد المقبول جماهيريا وشرفيا من الشبابيين.
حالة طلال ليست حالة خاصة بالشباب وإنما هي حال الأندية السعودية جميعها وتحديدا الأندية الكبيرة التي لاترضى جماهيرها سوى بالذهب وإن استثنينا الهلال الحالة الفريدة بين هذه العلاقة المشكلة مابين اعتماد الأندية الكبرى على اسم أو اسمين فقط.
في الشباب لا يوجد سوى الرمز الكبير خالد بن سلطان وأخيرا أبناؤه ومتى توقف دعمه لابد أن ينهار النادي وهو ماحدث منذ رحيل خالد البلطان ومازال الأمل الوحيد لعودة الشباب هو عودة هذا الدعم من جديد.
الاتحاد المديوينر الأكبر في السعودية ظل أعواما طويلة يعتمد في نجاحاته وتألقه على دعم عبد المحسن آل الشيخ وعندما توقف صرف هذا الرجل تبدل الحال الاتحادي من النادي المرعب والمليونير إلى النادي " الغلبان المديونير، وفي طريق الاتحاد المظلم ينتظر أن يسير جاره الأهلي مع ابتعاد رمزه التاريخي خالد بن عبدالله والذي أعلن أن هذا هو موسمه الأخير في دعم النادي ولا أحد يستطيع لومه على ذلك فالرجل يتحمل ميزانية النادي كاملة وسيتركه بلا مديونية. وقتها سيدرك الأهلاويون مدى اعتمادهم على هذا الرجل ولن يستطيع عقد الخطوط السعودية أن يغطي هذا الغياب.
والحال ينطبق على النصر المديونير الثاني بين الأندية السعودية الذي لم يعرف الدعم الهائل سوى من شخصين أو ثلاثة وفي موسمين فقط كانت حصيلتها الذهب ولكن الاصطدام حال بينهم وبين الإدارة ليتركوها غارقة في الديون.
يبقى الهلال كما ذكرت حالة فريدة فبخلاف مداخيله التي تفوق مداخيل الأندية السعودية أضعافا وهنا أقصد شراكاته التجارية ففي هذا النادي ثقافة مختلفة عبر تاريخه حيث لا يعتمد على عضو شرف واحد بل العشرات ولا على جيل من أعضاء الشرف بل أجيال وصلت حتى الآن منذ ولادته لثلاثة أجيال أضف لذلك أن دعم هؤلاء العشرات لا يتوقف وليس دعما مشروطا مايجعل حالة التصادم مع إدارة النادي بعيدة المنال واستمرارية هذا الدعم مضمونة، ومع ذلك أيضا هي مجرد ثقافة لا نعرف متى تنتهي ومتى سيتخلى عنها الهلاليون.
حالة صعبة تمر بها الأندية السعودية وتحديدا بينها وبين شرفييها وداعميها بانت أخطارها في ثلاثة أندية وستبدأ شرارتها في الأهلي الموسم المقبل مايتطلب سرعة إنهاء ملف التخصيص السبيل الوحيد لإنقاذ الأندية السعودية وإنهاء العلاقة الجدلية بين الداعمين والمديرين.