لن أضيف جديدًا عندما أثني على قرارات رئيس الهيئة، فهي دون أدنى شك فاعلة، وسيكون لها انعكاساتها الإيجابية على الرياضة السعودية مستقبلًا، ولكني أتصور أن بعضها يحتاج إلى كماليات حتى تتحقق الفائدة المرجوة من ورائها وفق وجهة نظر شخصية، تلك الكماليات من الممكن تلخيصها في التالي:
ـ فيما يتعلق بتبرعات الجماهير.. أتصور أنها فكرة جيدة، ولكن يجب ألا يرتفع سقف التطلعات في هذا الجانب، فالجماهير عادة من الطبقة الكادحة كما أن ذلك سيكون أكثر فاعلية لو قدمنا شيئًا للمشجع مقابل تبرعه، مثل بطاقة العضوية مثلًا، والتي تتضمن تخفيضات في المحال التجارية، وبالحديث عن بطاقة العضوية نساعد على ارتفاع الطلب عليها إذا ابتكرنا تطبيقًا يسهل الدخول والتسديد والاشتراك، بعيدًا عن الوصول إلى مقر النادي أو أحد المتاجر أو البنك.. الأمر الذي قد ينفر المشجعين، أيضًا توحيد الحسابات وقبول التبرعات عبر الإنترنت، ومن الأهمية بمكان التنسيق مع شركات الاتصالات، بحيث تمكن المشترك من التبرع لناديه عبر ضغطة زر، وهذه الخطوة ستكون الأكثر درًّا للأموال كونها سهلة وفي متناول الجميع وبمبالغ رمزية ولكنها تخاطب الملايين من المشجعين.
ـ بخصوص مهرجانات الاعتزال.. هي فكرة مميزة كونها تعبر عن الوفاء لكل من يخدم الوطن، ولكني أرى أن يكون هناك تشريعًا يضبطها حتى لا تكون العملية انتقائية وتفسر تاليًا بتفسيرات أخرى، كأن نقر مثلًا فقرة في الأنظمة أو اللوائح تعطي الحق لكل لاعب يصل إلى مئة مباراة دولية أن يقام له حفل تكريم من قبل الهيئة، وأي رياضي يتعرض لطارئ وهو في مهمة رياضية يحصل على عشرين ألف مثلًا.
ـ بالنسبة للمعلقين أتمنى لو نعطي بدائل للمشاهد، بحيث نترك الفرصة للمشجع في اختيار المعلق الذي يريده، فمن الصعوبة بمكان أن نفرض على أبناء الجيل الحالي تلك الأسماء التي تعود عليها جيلنا ـ مع كل التقدير والاحترام ـ فلربما لا يحبذ الجيل الرياضي الجديد وهم أغلبية تلك الأسماء، أيضا أتمنى توطين المعلقين، فلدينا من الأسماء الشابة الجميلة ما يعوض غياب غير السعوديين.
ـ فكرة تخفيض التذاكر لفئات معينة من المجتمع جيدة، ولكن بالأرقام التي نشرت نكون قد كبدنا الأندية خسائر فادحة من دخول المباريات، وهي أحد مواردها المهمة، لذا أرى أن هيئة الرياضة في المقابل مطالبة بتعويض الأندية من جراء هذه الخسائر، طالما أنها اتخذت القرار، بحيث يتم تعويض الأندية عن هذه الخسائر لا سيما وأن الأندية تعاني الأمرين من تراجع إيراداتها قياسًا بمصروفاتها.
ـ بعد تبرير تأجيل التخصيص لسبب جوهري مقنع، فإن بعض الأندية باتت مهددة بالخطر مثل الاتحاد والنصر والشباب، فمن المفترض أن تحافظ الهيئة على هذه الأندية لا سيما وأن رئيس الهيئة هو من اختار حمد للاتحاد وطلال للشباب وأعلن دعمه لرئيس النصر، ذلك من ناحية ومن الأخرى فإن إدارات سابقة في اتحاد الكرة والهيئة أو الرئاسة العامة لرعاية الشباب تتحمل جزءًا من مسؤولية مشاكل هذه الأندية.
ـ وأخيرًا فيما يخص اللاعبين غير المحليين، أقترح أن نزيل السقف تمامًا بدلًا من تحديده بثمانية لاعبين، وبذلك نكون أول دولة في العالم تحرر الرياضة من القيود، وأجزم أن الاتحاد الدولي سيبارك مثل هذه الخطوة، وأن الدول ستتبعنا بعد ذلك في نفس الاتجاه، فالعالم بات قرية ويجب ألا يكون هناك تفرقة بين أبناء القرية الواحدة، بحيث يكون المعيار الأوحد هو الكفاءة وليس الجنسية.