|


مسلي آل معمر
ساعة استجابة
2017-11-03

سنوات طويلة وكثيرون في الوسط الرياضي ينتظرون ساعة الاستجابة كما وصفها الزميل بتال القوس في حواره المطول مع رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، وذلك حينما سأله عن سر سلسلة الاعتذارات التي ساقها عدد من الزملاء الإعلاميين عن "شطحات" صدرت منهم في أوقات سابقة، أثناء الحوار ذاته لم يؤكد أو ينفي تركي آل الشيخ أنه كان خلف تلك الاعتذارات ولو أن لغة الحوار المبطنة كانت توحي بذلك.
كلنا أو أغلبنا كان لنا مواقف وآراء "شاطحة"، ولا نزكي أنفسنا من الزلل، فكل من يعمل في مجال الإعلام معرض للخطأ كل يوم، لكن الوضع تأزم في السنوات الماضية، حتى أصبحت الصورة الذهنية عن الإعلامي الرياضي لا تسر عدواً ولا صديقاً، حيث نحتاج إلى سنوات طويلة كي نغيرها، وربما ساهمت قلة الوعي القانوني بتحول الأمر إلى ظاهرة، فالمتضرر إما لا يعرف طرق مقاضاة المخطئ أو أنه لا يستطيع أو أنه يائس من الوصول إلى نتيجة إيجابية.
كل هذه التعقيدات تم التغلب عليها خلال أقل من ٢٤ ساعة، فبعد الاجتماع مع رؤساء الأندية، تابعنا الاعتذارات تتوالى تباعاً وخلال ساعات، حيث تمت المحاكمة على طريقة لا يجيدها إلا رجل الرياضة الأول في وقتنا الحالي.
لا أستطيع الجزم بأن كل المعتذرين قد ارتكبوا أخطاء لأنني لم أطلع على كل الشكاوى، ولا دفاع المتهمين، لكن الواضح أن الاعتذار يعني إقراراً بالخطأ.
وأن يوضع حد للانفلات في الإعلام الرياضي بعيدا عن بيروقراطية اللجان والقضايا هذا أمر جيد، ولكن ينبغي ألا يفهم مسؤولو الأندية أن لديهم حصانة من النقد، وأن دور الصحافة كسلطة رابعة قد غيّب تماما، فجميع الحالات ينبغي أن تخضع للدراسة من مختصين لفرزها وتصنيفها ما بين النقد والتجاوز والإساءة، لأن ما بين الأمرين خيط رفيع جدا إذا اختفى فذلك كفيل بخلط أشبه بالخلط بين السم والعسل، وشتان ما بين الاثنين.
وفي النهاية أسأل الله أن يثبتنا كناقدين لا متجاوزين، وأن يسخر لنا ساعة الاستجابة إلا فيما تكتبه أقلامنا، وتقضي به اجتهاداتنا، وأنت الهادي إلى سواء السبيل.