|


هيا الغامدي
بطاقة التأهل في جيب (عموري)!
2017-09-11

آخر مرة تذوق فيها الهلال الفرحة القارية قبل 17 عامًا، حينما حقق البطولة الآسيوية، لكنها ظلت بعد ذلك عنيدة "عصية" مسافة زمنية تتجاوز العقد بكثير! والليلة سيعود الصراع قبل الدورين النصف نهائي، والنهائي الذي سيجمع الشرق بالغرب مجددًا!..

 

الشرق ذلك المارد "الماكر" الكروي العنيد الذي تسلط على لقب البطولة سنوات طوالاً، وبفارق عظيم واضح وصريح عن الغرب وفرقه التي يتزعمها "الهلال".

 

الزعامة الكورية الجنوبية واضحة وضوح الشمس ومهيمنة على ألقاب البطولة؛ كونها تعرف من أين تؤكل الكتف بالغرب!..

 

الليلة، وعند منعطف الطريق يقف زعيمان كبيران بلقاء ناتجه لا يقبل القسمة على اثنين، لقاء "الهلال" والعين الإماراتي بإياب الدور ربع النهائي، الذي أصنفه بالنهائي المبكر، ولنتخيل فريقين يضمان جوقة من اللاعبين المميزين، دوليين وأجانب، كيف سيكون؟! وجمهور "زعامة" لا يقبل إلا الفوز والتأهل من كلا الطرفين!..

 

فالمباراة وإن كانت على أرض الهلال، إلا أنني دائمًا أقول بأن الأرض لا تلعب مع أصحابها، فهي لا تهديك بطاقة "ما لم" تفعل مجهودك في الملعب لتنال بركة هذه الأرض، والجمهور لن ينزل للميدان ليهبك هدفًا في الشباك وتتأهل "ما لم" يقدم اللاعبون كاريزما الفوز للحصول على المبتغى!..

 

أخشى على الهلال من خياراته المفتوحة؛ فالفوز بأي نتيجة، وأتخوف من ذي الفرصتين "العين" الفوز أو التعادل الإيجابي بأي نتيجة يؤهله!..

 

وأتمنى أن يكون محرك الهلال ورأسه المدبر "نواف العابد" في يومه؛ فهو صانع خطورة ألعاب الهلال بتمريراته الإيجابية، وهو يسدد ويراوغ ويسجل، رأينا تأثيره مع المنتخب ضد اليابان في الحلقة الأخيرة من التصفيات، وكيف كان أحد الأسباب الرئيسية في التأهل!..

 

ورأينا تأثير غيابه سلبًا على الهلال إيابًا في الإمارات!..

 

"العيناوية" والإماراتيون عمومًا يراهنون على "أيقونة" كرتهم الحالية، رمز التفاؤل وصانع الفرح على الشقين الأبيض والبنفسجي، اللاعب "عمر عبد الرحمن العمودي"، اللاعب الإماراتي ذو الأصول "الهلالية" السعودية ميلادًا ونشأة!..

 

"عموري" صاحب لقب أفضل لاعب في القارة الآسيوية 2016، جاء للرياض محملاً بطموحات أكثر من شعر رأسه، جاء ليقول لعيال زايد و"العيناوية" "ترى البطاقة في الجيب"!! فمرارة خروج الأبيض الشقيق من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2018 لا يزال طعمها مرًّا لدى عموري وأصحابه، ويريدون التعويض على مستوى النادي، طموح عموري قد يعيد "البنفسجي" لإنجازه الوحيد قاريًّا سنة 2013، البطولة اليتيمة الوحيدة للإماراتيين والعين بهذه البطولة! رغم وصافته العام الماضي، ورغم التواجد المستمر في هذه البطولة!..

 

حقيقة، من الصعوبة أن تراقب لاعبًا "كعموري"، والأصعب إيقافه عن اختراق دفاعات الخصوم بتلك التمريرات الماكرة وتوقيتها المزمن، فلدى "منكوش الشعر" جملة من التجهيزات الكروية ومن الحلول الفردية الإدراكية التي يصنعها، ليجعل منها فرصًا "سهلة الهضم" بين أقدام المهاجمين، وتوزيعاته السخية للكرات على زملائه اللاعبين وإتقانه للعب الكرات الثابتة والركنية مع تنفيذ ركلات الجزاء. باختصار.. "عموري" زئبق الكرة الإماراتية وحسب!..

 

لقاء الأوراق المكشوفة المواجهة المصغرة ذات الكاريزما البيضاء/ الخضراء الكلاسيكو الخليجي العربي ذو النكهة الآسيوية، يبقى الرهان فيه على زوران ودياز اللذين سيستعرض كل منهما عضلاته الدولية والأجنبية لآخر مدى؛ لخطف بطاقة نصف النهائي.

 

بالتوفيق لممثلنا الأزرق فيما تبقى من البطولة وصولاً "للمونديال" الصغير، طموح الهلاليين ومنبر السعوديين!..