قليل من البرامج الرياضية هي التي تراعي المهنية فيما تطرح لمشاهديها من الجماهير، وحينما أقول قليل؛ فالحديث هنا عن مجموع لا يتجاوز خمسة برامج وعليكم الحساب.
لم يعد العمل على جذب المشاهد هدفًا لمعظم القنوات، وهذا ما يدل عليه توجهات برامجها الرياضية، وهو المؤشر "الفاضح" أن احترام الجماهير بعيد عن أولويات تلك البرامج.
أمر ليس بالمفاجئ مطلقًا، إذا ما علمنا أن إعلامنا الرياضي المقروء والمسموع والمرئي ومنذ عقود يعاني السيطرة "المطلقة" للأندية ومتنفذيها، ولن تشذ البرامج عن قاعدة ثابتة.
الغريب أن الأمر ومع "التقادم" لم يعد عيبًا يخجل منه الإعلام، بل أصبح شرفًا يتسابق عليه مقدمو البرامج ومعدوها لإثبات جدارتهم، وضمان استمرارية بات ثمنها تقديم الولاء.
فمن يتابع تلك البرامج يلاحظ تعدد المكاييل لدى مقدميها في التعاطي مع الأحداث من نادٍ إلى آخر، الترصد لـ"نادٍ" وغض الطرف عن آخر والتكريس لهذا والتمييع لذاك.
ليس هذا فحسب، بل إن الأمور وصلت مع بعض القائمين على البرامج إلى العبث والإساءة والتقليل من أندية بعينها؛ من أجل إرضاء أندية أخرى دون رادع مهني أو أخلاقي.
قد لا يعلم الكثير من الجماهير، أن هذا النوع من البرامج يتم عرضها بما يشبه "المزاد" غير المعلن، وتربيطات "الكواليس" لضمان توجهاتها؛ نزولاً عند مبدأ "ما يخدم بخيل".
والمدقق في بعض البرامج يرى تفاوت مستوى ممثلي الأندية من الضيوف فيها، بل إنها تغيّب بعض الأندية عمدًا باختيارها لشخصيات "نفعية" لا علاقة لها بالإعلام "مطلقًا".
وهنا يتأكد للمتابع أن توجهات البرامج الرياضية في المجمل، ترضخ تحت تأثير "الخوف" من العواقب، أو استخدامها سلمًا للوصول والمصلحة.. "متاحون للجميع والبث لمن يريد".
قليل من البرامج يشذ "مقدموها ومعدوها" عن قاعدة باتت من المسلمات، وقليل من مقدميها انتزع احترام المشاهد والنفس والمهنة، وكثير منهم دفع الثمن بانتهاء حياته العملية.
وهنا يصل المتابع إلى حقيقة، أن هذا النوع من البرامج يعد سببًا مباشرًا في إثارة التعصب وبث روح الكراهية، من خلال إحساس الجماهير بالظلم وغياب "ثقافة المساواة".
ما سبق حديث برامج فقط؛ الأمر الذي يعد امتدادًا لسيطرة مخجلة على كل منافذ الرياضة، لجانها وملاعبها، دهاليزها واستديوهاتها، بل كل تفاصيلها، كبائنها وكاميراتها.
أما الحلول فهي أقرب للحديث عن "غول وعنقاء وخل وفي"؛ فالمعضلة أكبر من مرجعية إعلامية، والعلاج لا يمكن أن يكون بلا مشروع وطني لإخماد التعصب "ناره وخطبه".
فواتير
ـ الحادية عشرة تمامًا في "تويتر"، هي ذروة التعصب والتراشق الرياضي، وهو موعد بدء بث البرامج الرياضية.
ـ أعد الجماهير الرياضية بعمل وليمة في اليوم الذي يبشرني أحدهم باكتمال تشكيلة الأهلي دون غيابات!.
ـ سنقاضي كل من يتجاوز.. هذا ما قاله "الفهمي"، والأهم ألا نصاب بعدوى الكراسي واعتذار الجماهير!.
ـ هو أول من استقل طائرة في زمن كان الآخرون يبحثون عن "كدادة"، السعودية والأهلي شراكة سيفين ونخلة.
