ـ لم يسبق لي أن أطالبت بتولي الأرجنتيني باوزا مهمة تدريب المنتخب السعودي، لكنني أقول ـ وبكل فخر ـ إننا "ربما" أول وقد أكون "الوحيد" الذي ظل ينتقد استمرار الهولندي مارفيك على رأس جهاز تدريب المنتخب..
ـ منذ أن أصر مارفيك على البقاء في هولندا وتدريب المنتخب السعودي "عن بعد"، وأنا أنتقد هذه التصرفات، وكنت ـ والمنتخب يواصل انتصاراته ـ أقول إن هذا أمر ليس منطقيًّا في كرة القدم..
ـ كنت أتعرض لبعض الانتقادات نتيجة مواصلتي انتقاد أسلوب مارفيك المتمثل في التدريب عن بعد، وغيابه عن حضور مباريات الدوري المحلي؛ ما يعني عدم الوقوف "عن قرب" على مستويات لاعبي المنتخب المقتنع بهم، والمصر على استمرارهم أو حتى بروز لاعبين جدد يستحقون ارتداء شعار المنتخب!!.
ـ كان بعضهم يرى أن مارفيك يسجل النجاح طالما المنتخب يحقق الانتصارات، بل إن بعضهم قال لا نريد أن يدخل مارفيك الأراضي السعودية طالما منتخبنا يفوز!!
ـ هل هناك مدرس يقوم بتدريس طلاب الصف من منزله!!
ـ لا يوجد مدرب منتخب في العالم يدرب من بلاده ومقر سكنه.. لكن هذا حدث لدينا مع مارفيك الذي استغل تمسك المسؤولين عن الرياضة والكرة السعودية به وبخدماته، وكأنه المدرب الأوحد في العالم!!
ـ كل من شارك في بقاء مارفيك في هولندا وهو موقع لعقد تدريب منتخبنا الوطني يعتبر قد ساهم في تدنيس سمعة السعودية بشكل عام وكرة القدم تحديدًا مع المدربين بشكل خاص..
ـ متأكد أن مارفيك كان يتندر بنا ويتحدث لمن حوله، عن أنه يقبض الملايين وهو في هولندا، ولم يزر السعودية لأكثر من شهر طيلة عقده الذي قارب العامين، وربما أكثر!!
ـ لو جمعتم عدد الأيام التي قضاها مارفيك داخل الأراضي السعودية فلن تزيد عن شهر واحد، وهو أمر محزن ومضحك في آن لمدرب يشرف على منتخب وطني، إذ من المفترض أن يتابع المنافسات المحلية التي "ضحك" علينا، وقال إن مساعديه يتابعونها!!
ـ تصوروا أن مساعديه ـ الذين يتابعون الدوري ـ لم يقنعهم لاعب واحد خلاف الذين اقتنع بهم وأصر عليهم مارفيك حتى ومستوياتهم تنحدر!!
ـ اليوم يرحل مارفيك ويصل الخبير الأرجنتيني باوزا والفارق بين الاثنين كبير جدًّا..
ـ أعرف باوزا جيدًا، فهو مدرب محنك "فنيًّا" وقوي الشخصية، بل يتميز بأنه يعمل على أرض الملعب بنفسه حتى في ظل وجود مساعديه، ويحرص على متابعة الفرق الأخرى ولاعبي الفئات السنية، وهذا هو المدرب الحقيقي وليس من "يستغفلنا"، ويعمل عن بعد!!
ـ عندما تولى باوزا تدريب النصر كان حينها الفريق يعاني من ضعف فني شديد، سواء على صعيد العناصر أو حتى النهج الفني، ورغم ذلك نجح في أن يعيد النصر خلال فترة قصيرة، ورسم للفريق هوية فنية واضحة لمن يعرف بالأمور الفنية..
ـ وتأكيدًا لقولي بأن باوزا يمتاز بتطوير فريقه ومتابعة الفرق الأخرى والفئات السنية، فقد نجح في تطوير فريق النصر ودعم الفريق بلاعبين شبان، واقترح على الإدارة التعاقد مع لاعبين من أندية أخرى كان يراقبهم وهو يدرب النصر..
ـ باوزا بات مدربًا للمنتخب السعودي، وأعتقد أنه اختيار موفق من قبل من اختاره ـ وربما لماجد عبد الله دور في هذا الاختيار ـ، وسيكون العمل مع باوزا مختلفًا للغاية؛ لأنه ـ أي باوزا ـ سيراقب اللاعبين السعوديين عن قرب وفي ذات الوقت يبحث لنفسه عن مجد في نهائيات كأس العالم، عكس "الراحل" مارفيك الذي صنع لنفسه مجدًا اكتفى به، بل جعله يدربنا لعامين عن بعد!!
ـ كل التوفيق لباوزا وقبل ذلك لمنتخبنا الوطني تحت إشرافه، وسيكون دوري المحترفين ساخنًا للغاية بوجود 6 محترفين أجانب، وقبل ذلك لأن لاعبي المنتخب الذين اعتمد عليهم مارفيك سيحاولون إثبات أحقيتهم بالظهور في نهائيات كأس العالم مع باوزا..
ـ بينما من حرمهم مارفيك شرف ارتداء قميص منتخب الوطن بسبب وجوده في هولندا؛ فيسقدمون كل قدراتهم الفنية ليكسبوا قناعة باوزا وينالوا شرفًا حرمهم منه مارفيك..