|


هيا الغامدي
(باوزا).. (لجنة التطوير) النتائج أهم!
2017-09-18

 

بأي منظومة عمل مهما بلغت درجة احترافية وضع الخطط والأهداف والإعداد للاستراتيجيات بأجندة العمل، فلن يعني ذلك شيئًا، ما لم تفعل وتنفذ بشكل متكامل وشامل لكافة الدراسات والبرامج الموضوعة!.

 

ونحن نعيش زمن الحراك الرياضي الذي حمل رايته رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ، والتغييرات الجذرية التي يسعى هو ورئيس اتحاد القدم عادل عزت إلى إحداثها في المكون الرياضي الكروي من إعداد وتطوير، فتلك مبشرات إيجابية بوصفها أعمالًا "نظرية" تحتاج أرضية خصبة تنمو عليها، وتطبيقًا في الواقع!.

 

لن نقلل من الطموح، ولن نتشاءم مبكرًا بالنتائج، لكن سبق وأن عاصرنا مرحلة تطوير للكرة، بالتوجيه الذي دعا له الملك عبد الله ـ طيب الله ثراه ـ لدراسة كافة سبل النهوض بالرياضة في المملكة، وكرة القدم بشكل خاص، لكن "بصراحة" ما الذي رأيناه من فوائد ومخرجات على أرض الواقع؟! هل من نتائج حيوية جذرية غيرت من نتاج منتخبنا، أو طورت كرتنا ودفعتها إلى الأمام؟!.

 

كفانا مناصب "صورية" تتوسد المناصب الحيوية، ولا تقدم شيئًا سوى نشر "المثاليات"، وإفراز "الأوهام"!! دون أي حراك "فعلي" أو قيمة فنية، لا يكفي أن تستحدث مناصب يا رئيس الهيئة، بل راقب، وتابع، وقف على النتائج والمخرجات بصورة دورية، حاسب قبل أن تحاسب "شعبنا"!، خطط وشكّل لجانًا، نريد منهجية واضحة وشخصية كاريزمية في كأس العالم تقفز بنا إلى ما هو أبعد من إنجاز 94!.

 

المرحلة المقبلة لا تقبل أنصاف الحلول، فلا توجد منطقة وسطى بين "الوطن" و"الألوان"، المنتخب والأندية، فإما مع هذا أو ذاك!.

 

لن أتحدث كثيرًا عن مارفيك، كونه صفحة وطويت بخيرها وشرها، ولكن ما أعلمه هو أن "صاحب بالين كذاب"! وكل ما أراه أمامي الآن شخصية فنية كاريزمية على النقيض تمامًا من مارفيك، فكرًا وقناعةً... "باوزا"!.

 

مارفيك هجومي أكثر، رغم فشله في تكوين كاريزما مقنعة لرأس الحربة مع "شلة التائهين" هجوميًّا السهلاوي والشمراني..! وباوزا مدرب "دفاعي" بحت، يقدم كرة دفاعية وصرامة تكتيكية يحتاجها المنتخب لإغلاق "الشوارع الرئيسة" والـ HIGH WAY في خط الظهر، خاصة وأننا سنقابل – بديهيًّا - منتخبات عالمية قوية تفوقنا بمراحل، نحتاج لتقوية مناعتنا أمامها!.

 

مع ما تحتاجه هذه الطريقة من تواجد لاعب مهاجم صغير السن وحيوي ينفذ الهجمة المرتدة بسهولة، ولا أتوقع أن تلك الصفة ضمن خيارات مارفيك السابقة، هنا يأتي دور باوزا بتشكيل جديد يخلق من خلاله شخصية جديدة لرأس الحربة، "أيدول" لصاحب القدم الكبيرة المدافع الهداف "باوزا" بهذه الطريقة سنتغلب على الفوارق الفنية بيننا وبين المنتخبات التي ستواجهنا بإذن الله، وسنتخطى الدور الأول بكل نجاح، بل وأبعد من ذلك!.

 

ومهم جدًّا أن يبدأ باوزا مهمته باختيار أدوات المستقبل المونديالي القريب بعد 9 أشهر من الآن بتجهيز أدواته الفنية، وخلق الانسجام بينها في المعسكرات والوديات، بالنسبة لي طول المعسكرات أو عدد الوديات مهم فيه "الكيف" لا "الكم"؛ للخروج من مأزق الملل والإصابات، ومهم جدًّا التدرج بالوديات وصولًا إلى الأقوى، ومهم أكثر كسر رهبة اللاعبين تجاه المونديال!.

 

أتمنى التوفيق لباوزا في اختياراته، وأن يكون أكثر مرونة من سابقه في مسائل المناقشة الفنية، وتقبل الآراء بصدر رحب، كما أتمنى التوفيق والسداد للجنة التطوير الفنية، وأن نرى ما يجعلنا نقتنع بعملهم ومسؤولياتهم بالنتائج العملية على أرض الواقع!