|


مسلي آل معمر
قرارات الهيئة: أين مدير المشروع؟
2017-09-19

حفلت الأيام الأخيرة بظهور عدة قرارات من هيئة الرياضة لاقت أصداء واسعة، هذه القرارات تميزت بالضغط على مواضع الألم في مواجع الرياضة السعودية، إذا تساءلنا هل هي جريئة فأعتقد أن الإجابة نعم، هل هي سريعة فأعتقد أيضاً أن الإجابة بنعم، أما إذا ما كانت متسرعة فهنا موضوع المقال ومربط الفرس. 

 

لا نختلف على أن اللاعبين المواليد بينهم مواهب من الممكن أن تضيف الكثير للمنتخب وللكرة السعودية، وبما أنهم من مواليد هذه البلاد وعاشوا من نعيم خيراتها فبالتأكيد أنهم كأبنائها، وسنجد فيهم الكثير ممن يكنون لها الولاء والحب، لذا أعتقد أن الفكرة من حيث المبدأ صائبة وجريئة، لكن نأتي إلى الخطوة الأهم وهي التطبيق. 

 

وجود نجوم في لجنة فرز المواليد لا غبار عليهم، لكن ما هي الآلية التي سيتبعونها، وهل يوجد معهم كشافون مختصون؟ وكم المدة الزمنية لتنفيذ المشروع وغيرها من الأسئلة البديهية التي ينبغي أن نقف أمامها. 

 

نأتي لقراري إحالة ملف نادي الاتحاد إلى هيئة الرقابة والتحقيق، وإلزام الأندية بعقد جمعيات عمومية خلال ثلاثين يوماً، هذان القراران مرتبطان ببعضهما، فالهدف واضح وهو ضبط الأمور المالية في الأندية ووقف العبث المالي، لكنني أعتقد أن الهيئة منذ الآن معنية بسن ضوابط للصرف وتحديد الميزانيات وتفعيل المادة ٢٨ من لائحة الأندية والتي تلزم الرئيس ومجلس الإدارة بسداد أي مديونيات على النادي وإبراء ذممهم قبل التخلي عن مواقعهم، فلا يمكن لرئيس نادٍ أن يرفع المصروفات إلى خمسين مليوناً بينما الدخل لا يتجاوز الثلاثين مليوناً، فهذا هو العبث بعينه وعلمه، إلا إذا كان الرئيس سيسد هذا العجز من جيبه أو من تبرعات "مضمونة" من الداعمين. 

 

أعود إلى تشكيل اللجنتين المعنيتين بتطوير الكرة السعودية ومتابعة المواهب فأقول إنهما ينبغي أن تكونا عمليتين أكثر، أي يجب أن تقدم كمشروع وبمدة زمنية محددة، توضع الأهداف والخطط والأدوات والموارد اللازمة للتنفيذ ثم النتائج والتقييم، وكنت أتمنى أن كل لجنة ضمت مدير مشروع متخصصاً يحمل مؤهلات عالية في إدارة المشاريع، يتولى الجانب الإداري بينما تترك الأمور الفنية للمختصين، والبلد ولله الحمد زاخرة بمثل هذه القدرات. 

 

في النهاية أقول: لدينا أفكار جميلة نحتاج إلى أن ندرسها أولاً ثم نصدرها ثم ننفذها بالشكل السليم. 

 

سائلين المولى التوفيق لكل من يعمل.