سعيد غبريس
هَبّة الكرة وهِبة الدولة
2017-09-22

 

 

كأني بهذه العودة المظفرة إلى رحاب كأس العالم، أرى هبوب عاصفة التغيير في كرة القدم السعودية، تشكّل دافعاً كبيراً للقيادة في السعودية، يضاعف الدعم الحكومي للرياضة في شكل عام ولكرة القدم في شكل خاص، وليس أدل على ذلك سوى "التغيير" المفاجئ في مركز القرار الرياضي، بتعيين مستشار في الديوان الملكي، هو تركي آل الشيخ، رئيساً لمجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، ولم تمضِ سوى أسابيع على تولي سلفه محمد آل الشيخ هذا المنصب.

 

ويبدو جلياً، أنّ الرئيس الجديد يحمل ملفاً تطويرياً، في ثناياه خطوات عملية فورية، تُوجت بأول مؤتمر صحافي، وصفه بعضهم بالتاريخي، كون القرارات الخمسة عشر التي أعلنت خلاله، تضمّنت إلغاء مسابقة "كأس ولي العهد" وتغيير مسميات، وإعادة هيكلة مسابقات، ومعالجة مشكلة المنشآت المتعثرة، وتحسين بيئة الملاعب، وكذلك معالجة مشكلة تراكم مكافآت الحكام، ورفع بعض المكافآت المالية، توصلاً إلى البت في قضايا قانونية تتعلّق بانتقال بعض اللاعبين، من دون أن ننسى قضية مهمة، وهي إيجاد برنامج متخصّص لابتعاث المدربين الوطنيين. وقضية أخرى أكثر أهمية وهي السماح لمواليد السعودية من الوافدين بالانضمام إلى أندية دوري المحترفين ودوري فيصل والدرجة الثانية.

 

وكان تركي آل الشيخ اتخذ قرارات حيوية لدعم القاعدة الكروية، بتشكيل لجنة فنية رباعية لتطوير كرة القدم، وأخرى لاكتشاف المواهب واستقطاب الموهوبين. وأهميتهما أنهما يرتبطان مباشرة بمكتب رئيس الهيئة، علاوة على أنّ أعضاء اللجنتين من ذوي الخبرات من إداريين مرموقين، ومن لاعبين قدامى كانت لهم بصمات في مسيرة كرة  القدم السعودية. 

 

ويأتي ذلك استكمالاً لخطوة تعيين ماجد عبد الله مديراً للمنتخب. ولكني توّقفت عند اسم أحمد عيد الرئيس السابق للاتحاد، العضو في الاتحاد الآسيوي، ورئيس لجنة المسؤولية الاجتماعية، فهذا غير مناسب له، وهو يستحق أكثر من ذلك بكثير!! وأعتقد أنّ أحمد عيد لا يأبه بذلك طالما أنه لدى الجميع "الطموح والرغبة في رفع اسم الوطن الغالي" كما جاء على لسان رئيس الهيئة في المؤتمر الصحافي.

 

شخصيًّا قدّرت مسبقاً أنّ لمؤتمر رئيس الهيئة أهمية خاصة، بدليل دعوة بعض الإعلاميين من خارج السعودية. وحرمتني فوضى شركات الطيران العربية من الوصول قبل انتهاء المؤتمر، وفي كل حال، فإنّ هذا من علامات الانفتاح ومن دلائل اهتمام رجاءالله السلمي بالإعلام الخارجي. ولعلّ القرار بإكمال إجراءات إطلاق اتحاد الإعلام الرياضي سيكون الشغل الشاغل له.

 

والحق يُقال، إنّ هذه "الهَبّة" على كرة القدم، هي "هِبة" من حكومة خادم الحرمين الشريفين، ومكافأة ودعم من ولي العهد، نظير التأهّل لكأس العالم الذي حقّقه "نسور السعودية" في حضور سموه، والذي يواكب رؤية 2030.

 

وممّا لا شكّ فيه أنّ تخصيص الأندية، كمشروع بحد ذاته، لم يكن له طرح مباشر في المؤتمر الصحافي لرئيس الهيئة، ولكنه حاضر في كل القرارات والخطوات المتخذة قبل المؤتمر وخلاله، فهي إجراءات تمهيدية تسهيلاً لوضع التخصيص، الذي طال انتظاره  كثيراً، على السكة قبل المحطة الأخيرة.