قرارات تاريخية جريئة وحيوية مهمة، لا يزال يفاجئنا بها رئيس هيئة الرياضة "تركي آل الشيخ"، رغم الفترة الزمنية الوجيزة لاعتلائه هذا المنصب، والتي تأتي ضمن خطوات الهيئة لتطوير كرة القدم، انتظرناها طويلاً وننتظر الآن أكثر تطبيقها وجني ثمارها!.
وهي التي تأتي ضمن حراك رياضي كبير تعيشه رياضتنا السعودية باهتمام ومتابعة من القيادة السياسية مباشرة، من تطوير وتغيير وتعديل وتشكيل!.
اكتشاف المواهب من مواليد السعودية كقرار أراه قمة في الإيجابية؛ فالاهتمام بهذه الفئة سيوسع وينشط من خيارات القاعدة السنية للأندية والمنتخبات وزيادة مردودها بالمواهب الكروية، لمن ولدوا وتربوا وعاشوا على هذه الأرض واستفادوا منها!.
بالنسبة للفئة العمرية من 18ـ28، أعتقد أنه يجب أن يعاد النظر في هذه السن، ومن المنطقي لو كانت في سن صغيرة ليستفاد منها بشكل أكبر وأطول؛ فما الفائدة التي سنجنيها من موهبة شارفت على الثلاثين؟ وكم من السنوات سيستفاد منها؟! وأنت تبحث عن موهبة كروية للمستقبل، ومن المنطقي أكثر أن تكون من سن 14-23 هذه سن معقولة، ويمكن الاستفادة منها سنوات طوالاً!.
أنت تبحث فيما وراء مونديال روسيا 2018 وما بعده! فما الهدف المرجو من ذلك؟ وهل الهدف هو "تجنيسهم"؟! وإلا لماذا يهدر المال والوقت والمجهود وأنت تعد موهبة للآخرين؛ ليستفيدوا منها على طبق من فضة، وخير مثال "عموري" الآن مع فريق العين والمنتخب الإماراتي الشقيق، فتجنيس "أبناء العمودي" هناك قدم للكرة الإماراتية مواهب يعتمد عليها سنوات، خاصة أن عموري مركز ثقل في النادي والأبيض الإماراتي! نفس الموضوع مع الحارس محمد صقر الذي ذهب ريعه لقطر!.
نحن أولى بتلك المواد الخام للوطن وللكرة السعودية التي تعاني أصلاً شحًّا في المواهب من السعوديين أنفسهم، أو من بعض العقول التي ترى الرياضة بنظرة دونية ومحدودة، خاصة بعض أولياء الأمور!.
كتجنيس سبق وأن "جنسنا" من لم يقدموا شيئًا للوطن من فنانين.. وغيره، فلماذا لا نجنس "مادة خام" سيعود مردودها على كرتنا سنوات؟!.
موضوع كهذا يجب أن تفرد له مساحة زمنية وجغرافية أكبر لاختيار المواهب؛ فالسعودية بلد مترامي الأطراف "قارة"، وكان يفترض تنويع أماكن الاختيارات حتى إن كان مركز ثقل هؤلاء المواليد "الغربية"، وتوضع له معايير ومقاييس فنية دقيقة!.
بالنسبة للجنة الفنية المختارة، ورغم أنها تضم عددًا من أبرز نجوم السعودية بكافة الميول، إلا أنني أرى أن "الخبرة" وحدها غير كافية لصياغة موهبة جديدة، وعمل إطار لها، كنت أرى لو تم تنويع أعضاء اللجنة لتشتمل على لاعب سابق ومدرب، وليس أي مدرب، بل مدرب فئات صغيرة، ومختص في التغذية، وآخر في المسائل الطبية النفسية/ الذهنية مع الأخصائي الأكاديمي..! ولا تركز على نقطة معينة ليكون الاختيار "نموذجي" وأشمل ومبني على عدة معايير متخصصة يجب توفرها بالموهبة الكروية المختارة!.
هنا آتي على مسألة أخرى نأمل من المسؤولين إقرارها "الأكاديميات"، فمتى نرى أكاديمية للمواهب الكروية لكل ناد؟ معروف ما للأكاديميات من دور حيوي ومباشر متخصص واحترافي في إعداد المواهب وصقلها بطريقة علمية احترافية، أتمنى أن نرى قرارًا تفاعليًّا بهذا الشأن، ودراسته دراسة دقيقة لإخراجه بأفضل صورة لأرض الواقع ضمن القرارات التاريخية المصيرية التفاعلية الجريئة، التي يحرص عليها رئيس الهيئة!