|


فهد علي
أسماء التمنّي عند "قطر"
2017-09-27

 

 

 

لا أحمل اطلاعًا عميقًا في الشؤون السياسية، ومثلي مثل أغلب القراء والمشاهدين حين نقرأ مقالة أو نرى تحليلًا سياسيًّا يقول جملة: "قطر لا تعرف ماذا تريد من نفسها".

 

ننتظر من قائليها الإيضاحات كي يسعنا فهم مناخ سياسي ظل حبيس الغرفة المظلمة، والذي للتو أتى النور ليبدد العتمة ويكشف كل الأوراق. 

 

لكن كوني مواطنًا خليجيًّا عاديًّا، أتلفت من شدّة الفراغ، إضافةً لرغبة المعرفة بما يحدث عند دول الجوار؛ من أجل أن أتابع على المستوى الشعبي ما يجري على السطح وما يظهر أمام العيون، فقد سحرتني قطر وسحرت الكثيرين لمحافظتها على هويتها المحلية كما تزعم وتدّعي، من خلال الأسماء التي تقلّدها على مؤسساتها.

 

تعجبني قطر التي تزيّن نادي كرة قدم باسم غارق بالشعبية "لخويا"، لكني أتفاجأ أن بعض لاعبي هذا الفريق مواطنون مجنسون، أقصى ما يحسنون نطقه هي الجمل الترحيبية، وهي من أنشأت محطة فضائية باسم "الجزيرة" ومعظم عامليها من خارج "الجزيرة العربية"، أيضًا هي من تتفاخر بسوق شعبي مثل "سوق واقف"، وتظن أنت حينها أن دلالة الاسم كفيلة بأن تريك موروث الإنسان القطري ممددًا على أرصفة السوق، لكنك لن تجد سوى المنتجات الهندية واستحواذ الوافدين باسطي ثقافتهم داخله.

 

فلا "لخويا" هم أخوياء أي أصدقاء يستطيعون الحديث مع بعض، ولا الجزيرة من الجزيرة العربية، وسوق واقف لا يعنيها. ولا "شريفة" ـ الصفة التي أطلقوها على إيران ـ هي شريفة . 

 

أسماء التمنّي صفة دائمة عند العاجزين، وأن أي محلل سياسي أو عالم لغوي سوف يعصى عليه فهم ماذا تريده قطر، من خلال هذا العبث في ركضها باتجاهين متضادين: التسمية الشعبية، بالإضافة إلى الرغبة في تبديل الهوية.

 

في النهاية أُسدي نصيحة أخيرة للأخوة هناك في قطر، الأسماء يجب أن تحمل معانيها، على سبيل المثال وحيال أمر شخصي، فإني قد تعرضت لحادث مروري وبسببه يوجد أثر خياطة صغير في طرف خدّي الأيمن، ولأكون "جميلًا" يجب أن أعالج المشكلة بذهابي إلى "طبيب جلدية"، لا أن أذهب للأحوال المدنية من أجل تغيير اسمي إلى "وسيم".