منذ أن تم الإعلان عن لجنة استقطاب الموهوبين في لعبة كرة القدم، الذي أعلنت عنها هيئة الرياضة في جدة وحتى إعلان النتائج وتمديد عمل اللجنة ليشمل مناطق الرياض والشرقية والجنوب، إلا أنه لم يتم الكشف عن البرنامج المعد لهذه المواهب، وكيف ستتم الاستفادة منهم.
لست ضد البرنامج المميز حقيقة، والذي يطالب به غالبية الرياضيين للاستفادة من المواهب المولودة في بلادنا، والتي لا تعرف سواها من بلاد، ولكن عدم شرح البرنامج الذي سيتبع أعمال اللجنة والتي استطاعت فرز 70 موهبة فقط في مدينة جدة خلال ثلاثة أيام، والأهداف التي تبحث عنها هيئة الرياضة تحديدًا، يجعل أمر الاستفادة من هذه المواهب غامضًا وعرضة للتأويل والاستنتاج الفردي؛ وهو ما لاحظناه خلال الفترة الماضية.
هلل الكثير من المتابعين والإعلاميين لتشكيل اللجنة، وشطحت ببعضهم الأفكار إلى مسألة تجنيس هذه المواهب، فيما واجهت أيضًا هذه المسألة الاعتراض من بعض المتابعين في الوقت الذي لم تحدد فيه الهيئة الطريقة التي ستمكن من الاستفادة من هذه المواهب، ولم تتطرق إلى مسألة التجنيس التي لا تملك صلاحيتها أو الإعلان عنها.
هيئة الرياضة ومع إعلانها تمديد أعمال اللجنة، مطالبة بالكشف عن البرنامج الذي سيتبع ذلك وطريقة الاستفادة منهم، وكيفية تنمية مواهبهم وتوزيعهم على الأندية، وهل ستستفيد المنتخبات الوطنية من تلك المواهب أم أن الأمر سيقتصر على الاستفادة منهم مع الفرق السعودية، باعتبارهم مواليد السعودية.
واثق تمام الثقة أن لدى الهيئة إجابة لكل هذه الأسئلة، ولديها أكثر من ذلك؛ فلم تصدر هذا القرار التاريخي للاستفادة من هذه المواهب إلا وهي تمتلك الرؤية والأهداف التي تريد أن تحققها، ولكن عدم الكشف عن ذلك ومبكرًا يجعل هذا القرار عرضة للتأويلات والاستنتاجات، وأيضًا قد يكون عرضة للانتقادات غير الصحيحة نتيجة غياب المعلومة وعدم توضيح الرؤية وأهدافها.
نعيش في وسط رياضي فيه من كل الأطياف التي تخطر على البال، هناك المهلل والمطبل لكل قرار وهناك المعترض والمنتقد لكل حركة تطوير وتغيير؛ فماذا سيفعل هؤلاء مع غياب المعلومة وغموض الهدف، بالتأكيد لن يقدم كلا الفريقين لهيئة الرياضة والقائمين على البرنامج لا نصحًا ولا مشورة، فيما قسم يقف بين هؤلاء ينتظر وضوح الأهداف وطريقة الوصول لها؛ ليدلي برأي قد ينفع الله به ويعين أهل القرار؛ لذلك فقرار تشكيل اللجنة وعدم الكشف عن أهدافها وطريقة الوصول لها بشكل واضح، لن تجد متحدثًا عنه سوى مهلل أو منتقد في كل الأحوال، وهما القسمان اللذان يجب على هيئة الرياضة تجاهلهما.