لست ممن ينسبون الإنجازات للمكان أو اليوم والشهر والسنة.. مثلما أنني لا يمكن أن أرجع الخسارة أو الانكسار ليوم أو شهر أو مكان..
ـ كذلك لا أتفق مع من ينسب "المنجزات" أو "الانكسار" لشخص بعينه، مهما بلغت قيمة ومكانة وقدرات ذلك الشخص..
ـ أؤمن "دوماً" بأن الإنجازات ترتبط بالعمل الإيجابي المتواصل المنطلق من تخطيط مسبق وفق خطط مدروسة.. وأن الإخفاق يأتي عندما تحضر الفوضى ويغيب العمل المخطط المدروس..
ـ كذلك تحضر المكتسبات عندما يكون العمل "جماعيًّا"، وفق تحديد مسبق وواضح للحقوق والواجبات لكل "فرد" في فريق العمل، مع تقييم متواصل للعمل لمزيد من الإيجابيات وعلاج للسلبيات.. بينما عندما يكون العمل "فرديًّا" فإن تحقيق المنجزات يكون من الصعب تحقيقه..
ـ حتى في الأعمال "الفردية" لا يمكن "للفرد" مهما بلغ من قدرات خارقة أن يحقق "وحده" المنجزات، إذ لا بد أن يكون معه ووراءه "فريق عمل" متكامل تستثمر وتصقل وتطور موهبته بحثًا عن المنجزات..
ـ فمثلاً "الملاكم" أو لاعب السباقات "قصيرة وطويلة المدى" لا يحقق وحده "مهما بلغت موهبته الفردية" المنجزات، بل منجزاته نتاج عمل فريق يتضمن مدربين وأطباء كل يقوم بما هو منوط به..
ـ ونحن نودع شهر سبتمبر.. أربط رؤيتي هذه بما تحقق من منجزات كبيرة للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم، وكذلك لفريق الهلال خلال هذا الشهر..
ـ المنتخب السعودي تأهل إلى نهائيات كأس العالم "روسيا 2018"، بعد غياب دام 12 عامًا عن الظهور في المحفل العالمي..
ـ أما الهلال فتأهل إلى نهائي غرب دوري أبطال آسيا وتجاوز لقاء الإياب بنجاح كبير؛ ما يعني قرب ظهور فريق سعودي في نهائي هذه البطولة "بنسبة 99%"، ويزيد من حظوظ الكرة السعودية بأن يكون اللقب الآسيوي سعوديًّا..
ـ ما تحقق للأخضر أو للهلال لم يكن مرتبطًا بيوم بعينه أو بشهر بذاته "سبتمبر مثلاً"، ولا بشخص بعينه "رئيسًا لاتحاد الكرة أو النادي أو المدرب"..
ـ إنما تحقق لأن التخطيط كان موفقًا وتنفيذ العمل دقيقًا.. ولأن كل أطراف العمل تحملت المسؤولية وتشاركت فيما بينها من خلال حقوق وواجبات لكل طرف..
ـ في المنتخب خطط مجلس الاتحاد السابق للمنتخب بشكل جيد، وجاء المجلس الحالي وتابع العمل على "ذات" المخطط، إلى جانب قيام الأجهزة الفنية والإدارية والطبية للمنتخب بدورهم بشكل جيد، وظهور اللاعبين بمستويات فنية متميزة؛ فتحقق التأهل إلى نهائيات كأس العالم المقبلة..
ـ وفي الهلال، حدث "ذات" الأمر وأضيفت الجهود الكبيرة لأعضاء الشرف في النادي فتحقق للهلال ما تحقق..
ـ لا يجب أن أغفل دور الإعلام كناقد وكمراقب وأيضاً دور الجماهير في الدعم والمؤازرة..
ـ إذا ما تحقق هو نتاج عمل "إيجابي" تم من خلال "مجموعة" وليس فرداً..
ـ بينما ما حدث للأهلي كان طبيعيًّا؛ نتيجة غياب الاستقرار الإداري والفني وعدم كفاءة المحترفين الأجانب..
ـ صحيح أن "الصدفة" فقط جعلت إنجازات الكرة السعودية تتحقق في شهر سبتمبر 2017، وليس لأن هذا الشهر "وجه" خير وغيره من الأشهر غير ذلك..
ـ لكن من سيربط منجزاته الفردية أو الجماعية بيوم أو شهر أو مكان سيبقى دوماً بعيداً عن المنجزات..
ـ علينا أن نؤمن أن العمل "الجماعي" والإيجابي هو الذي قاد الكرة السعودية لهذه المكتسبات، ومتى تواصل العمل "الإيجابي" والجماعي فإن المنجزات ستتحقق في كل يوم وشهر وعام..
ـ أخيراً أقول إن علينا ألا نتوقف عند هذه "المكتسبات" ونعتبرها "منجزات"، بل نواصل "ذات" العمل ونضاعف إيجابياته من أجل أن يحقق الهلال لقب دوري أبطال آسيا، وأن يذهب المنتخب السعودي في مونديال روسيا لأبعد ما يمكن، وألا نكتفي بالإسطوانة القديمة: "يكفينا شرف التأهل"..
ـ مبروك للكرة السعودية هذه "المكتسبات"، متمنياً المواصلة لمزيد من المنجزات".