سعيد غبريس
سامي المسلّح
2017-09-29

 

 

الحق يُقال، إنّ سامي الجابر يمثّل الجيل الجديد من المدرّبين السعودييّن، بعد جيل خليل الزياني ومحمّد الخراشي وناصر الجوهر وخالد القروني وغيرهم الكثير من اللاعبين القدامى الذين امتهنوا التدريب، ولم يأخذوا الفرصة التي يستحقونها، ولا نقلّل من شأن المدرّبين المواطنين الذين تسلّموا مهام المنتخب الوطني، حين نقول إنّ الظروف خدمتهم، بأنّهم كانوا البدلاء الجاهزين لملء الفراغ في الحالات الطارئة الناجمة عن إقالة المدرّبين الأجانب، حتى لو كانوا من الطراز العالمي الأوّل، وحتى لو كانت وقائع البطولات جارية، وما أكثر حالات الإقالات كهذه وما أغزرها "240 مدرّباً حضروا للمملكة خلال السنوات الثماني الأخيرة، حسب دراسة نُشرت في اليومين الماضيين"!!.

 

نقول لسامي الجابر، الذي وصفه موقع "فيفا" بأسطورة الكرة السعوديّة، عزاؤك أنك واحد من عديدين أُقيلوا في السنوات الأربع الماضية، ولم ينقضِ من عمر الدوري سوى مرحلتين أو أربع بالكثير، وتراوح عدد المُقالين في كل عام بين اثنين وأربعة، وعزاؤك أيضاً أن إقالتك تزامنت مع إقالة البرازيلي جوميز، وكل منكما مدرّب لفريق من الطبقة الأولى، وبانتظار تدحرج ثلاثة رؤوس أخرى قريبًا، يكون عزاؤك قد تعزّز ويكون الحل بالتضحية بالمدرّب قد تكرّس..

 

فلا تأبه يا سامي، إنك مسلّح بأسلحة عدّة، فأنت الأكثر ثقافةً على الصعيد الشخصي وفي المفاهيم الكروية، وأنت الأكثر صلابة وهذا نابع من ثقتك بنفسك، فلا تيأس من كثرة الإقالات لأنّك تشرّبت كُنْه الاحتراف، ولم تكترث لقلّة الفترات التي تسلّمت فيها مهامك، والتي كان أكثرها أمداً مع الفريق الأخير الشباب "سنة وأربعة أشهر"، وأقلّها مع الوحدة الإماراتي "ثلاثة أشهر"، وأهمّها مع الهلال "أقل من عام"، ولم تفتر عزيمتك بغيابك عن التدريب سنوات قبل العودة.

 

سلاح التحدي ماضٍ عند سامي الجابر، فقد تسلّم تدريب الهلال بعد أربعة مدرّبين في موسمين، محققاً أكبر نسبة فوز "70 في المئة". وهو ذهب إلى أوكسير الفرنسي ضمن الطاقم التدرييي  للمدرّب جيرو، وذهب إلى العربي القطري مشرفاً على فرق النادي، وجازف بتسلّم الوحدة الإماراتي في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الموسم، وتسلّم الشباب في عز الأزمة الماليّة التي حرمته من بناء فريق فارتضى بمن حضر.

 

سلاح الخبرة عند سامي الجابر اللاعب حاد جدًّا، فإذا كانت خبرته كمدرّب لم تتعدّ الثلاث سنوات وشهرين، فإنّ صولاته وجولاته في الملاعب مع الهلال والمنتخب، وألقابه وإنجازاته تضاهي سجلات النجوم العالميّين، ويكفيه في هذا المجال أنّه دخل لائحة المشاهير في العالم، لما حقّقه من إنجازات وأرقام على صعيد  بطولات كأس العالم، وأنّه أوّل لاعب سعودي يحترف في إنجلترا.

 

هذا غيض من فيض الإنجازات والألقاب والسيرة الذاتيّة، ولكن السلاح الأكثر فاعليّة لسامي الجابر هو الشعبيّة الجارفة والوفاء الجماهيري له، وأكاد أجزم بأنّ العداء لهذا اللاعب الكبير ناجم عن نجاحه غير المحدود، وهذا محصور بفئة من الحاسدين ضعاف النفوس، أو "المقتولين" بذلك التعصّب الأعمى.

 

سامي الجابر صنع أمجاداً للهلال، والهلال صنع جماهيريّة سامي، فعشرون عاماً جعلته ّ"يشرِّش" بالعاميّة اللبنانية، و"يتجذّر" بالفصحى، في الشجرة الزرقاء، والشجرة المثمرة تُرمى عادة بالحجارة.

 

وسامي الجابر ابن الأربعة والأربعين عاماً، سيصنع بأسلحته هذه مجده كمدرّب..