|




عدنان جستنية
ادعموا الهلال حتى لا يكون له عذر
2017-09-29

 

 

ارتفعت أصوات إعلامية وجماهيرية عبر برامج تلفزيونية وصفحات التواصل الاجتماعي تنتمي لنادي الهلال، تطالب بتفريغ لاعبي فريقهم الكروي للمرحلة الحاسمة والمصيرية جداً، فيما تبقى له من مباراتين في البطولة الآسيوية، وذلك بإعفاء لاعبيه المختارين من قبل مدرب منتخبنا الوطني من الانضمام للمعسكر، الذي سيقام في نفس الفترة التي يجهز الأزرق نفسه لأهم مرحلة في مشواره بهذه البطولة "المستعصية" عليه، من جانبها الإدارة على أثر هذه المطالبات "اللوجستية" قامت بتوجيه خطاب للاتحاد السعودي لكرة القدم، تأمل منه الموافقة على ذلك، كنوع من الدعم الذي تتوقعه منه لممثل الوطن، ومازال اتحاد كرة القدم يدرس حيثيات هذا الطلب الذي بطبيعة الحال سوف يحيله إلى مدير عام المنتخب الأول ماجد عبدالله، الذي بدوره هو الآخر سوف يحوّله مباشرة لمدرب المنتخب باوزا ليتخذ قراره بالموافقة أو الرفض.

 

ـ من وجهة نظري، أن اتحاد الكرة لن يتوانى لحظة في مساندة ودعم هذا الطلب لمبرر مقبول جداً، ناهيكم عن أن معسكر الأخضر في نفس هذا التوقيت الحرج يعتبر استعدادًا "مبكّرًا" جداً لنهائيات بطولة كأس العالم المقامة في روسيا العام المقبل "قبل الهنا بسنة"، من الممكن تأجيله إلى ما بعد انتهاء مشاركة الهلال الآسيوية، أو على أقل تقدير إعفاء لاعبي الهلال من حضور هذا المعسكر، صحيح أن لاعبي الهلال يمثلون النسبة الأكبر في صفوف المنتخب، وبالتالي غيابهم عنه لن يحقق الفائدة المطلوبة والمرجوة، حسب الخطة التي وضعها المدرب في برنامجه الإعدادي للأخضر.

 

ـ رب سائل يسأل: أيهما أهم تقدير المرحلة التي يمر بها الفريق الهلالي أم المنتخب الوطني؟ وإنه من المفروض ألا تكون هناك أي "استثناءات" بحكم أن مشارك الأخضر على مستوى الإنجاز المأمول منه تحقيقه في روسيا أهم بكثير من الهلال، ولا توجد مقارنة بين الحالتين، وإن أي تنازلات سيدفع الأخضر ثمنها "غالياً" وتجارب السنين الماضية أثبتت ذلك"، ثم إنه إذا تمت الموافقة فإن اتحاد الكرة سيفتح له أبوابًا لن تغلق لأي فريق سعودي، سوف يشارك مستقبلاً في دوري أبطال آسيا، ولا ننسى أيضًا احتمالية حصد فريق الهلال لهذه البطولة أمر وارد بنسبة كبيرة، وهو "قاب قوسين أو أدنى" من نيل اللقب القاري، بما يعني مشاركته في بطولة "كأس العالم للأندية" إن صادف موعدها قبل نهائيات بطولة كأس العالم للمنتخبات؛ ما يستدعي تفريغ الهلال ليس من المنتخب فحسب، إنما أيضاً من المشاركة في البطولات المحلية، بما يعني أن كل هذه "الامتيازات" التي سوف يحصل عليها الهلال سيكون لها  تأثير سلبي على "روزنامة "إعداد وتجهيز المنتخب على مسابقات البطولات المحلية؟.

 

ـ كل هذه الأسئلة "المحتمل" طرحها وتناولها بين مجلس اتحاد القدم وإدارة المنتخب ومدربه، أعتقد هي من تسببت في "تأجيل" اتخاذ قرار الموافقة على طلب الإدارة الهلالية من عدمه، وهي مسببات وجيهة جدًّا، ولكني بكل تجرد و"حيادية"، أرى أن النظرة يجب ألا تأخذ كل هذه "الأبعاد" وعلامات الاستفهام التي ستظهر على السطح من خلال "انتقادات" قد توجه من الإعلام من منظور يهتم بـ"مصلحة" المنتخب أهم من النادي، أو انتقادات مبنية على "ميولات" ومواقف تحاكي الماضي بصورة تعيدنا إلى قرارات "كُلُّ يغني على ليلاه"؛ فالهلال كممثل لوطنا الغالي يستحق كل الدعم بكل أشكاله لتحقيق هذه البطولة، وليصل إلى "العالمية" التي أصبحت "عقدة" مزمنة تلازمه وتطارده مع كل مشاركة له، فكل المقومات الفنية متوفرة في الفريق ودعمه معنويًّا من اتحاد القدم له جانب نفسي مهم، وهذا ما ينبغي على مجتمعنا الرياضي بكل فئاته إدراك أهمية هذا الدعم؛ فلو لم يوفق هذه المرة "الزعيم" في حصد بطولة باتت في متناول اليد نتيجة غياب هذا الدعم المعنوي النفسي، فإننا سنجد للاعبين ولإدارة الهلال "العذر" والمبرر الذي من المؤكد سيحمل مسؤولية إخفاق الأزرق لاتحاد الكرة ولإدارة المنتخب خاصة ماجد عبد الله.

 

ـ لهذا أتمنى من الجميع مساندة ودعم الهلال بكل ما نستطيع ليكسب اللقب الآسيوي الذي يستحقه؛ حتى لا يكون هناك أي" عذر أو مبرر"، ينقذ من تسببوا فعلاً في إخفاق الأزرقني، وبالتالي "تعود حليمة لعادتها القديمة"، ركض يتجدد كل موسم وحالة من "إحباط شديد ستواجه الهلاليين، ويقينًا إذا لم يتمكنوا بهذا الفريق "القوي" المتميز بإدارة احترافية، "نمبر ون"، وبمدربه الذكي المتمكن، فلا أظن أنهم سيحققونها مستقبلاً، ولتعذرني الجماهير الهلالية الحبيبة حينها، إن كتبت بالبنط العريض "العالمية يا هلال صعبة ومستحيلة"، على الرغم من أنني حقيقة جداً "متفائل" بأن الملكي "الزعيم" سيحصد البطولة، سواء حظي بدعم اتحاد الكرة أو من دون، تذكروني ويس.