|


هيا الغامدي
"نيولوك" الأخضر مع باوزا!
2017-10-02

 

 

مع إعلان تشكيلة المنتخب السعودي الأخيرة، يملكني الكثير من مشاعر الدهشة والإعجاب، فشعرت بحق أننا مقدمين على عهد كروي جديد، يحمل رؤية جديدة وثاقبة لمجتمع هيئة الرياضة وملحقاته!.

 

فالتوجه الجديد الذي تنتهجه المملكة العربية السعودية لمنح حق اللعب في منتخباتها "لمواليدها" بالفعل سيفتح آفاقًا جديدة، وبوابات عظمى ستختصر علينا الوقت والمسافات؛ للاستفادة من "المواد الخام" الكروية التي تنمو وتترعرع على أراضيها، والتي حرمنا منها سنوات، وذهب ريعها لمنتخبات أخرى على طبق من ذهب!.

 

باوزا رجل المرحلة الحالية، فهذا الداهية الأرجنتيني يستحق منا التقدير والاحترام.. لست أجامل! فمع باوزا سندخل عهدًا جديدًا من الثقة والطموح، عهدًا ليس له علاقة بماضيه مع النصر أو منتخب بلاده أو الإمارات، حيث "فشل" معهم جميعًا، ولا أقيّمه بوصفه مدربًا لأننا لم نجربه في الميدان بعد، أتحدث عن مرحلة إعداد منتخب بصيغة جديدة، هي  أقرب إلى الشعور "الشعبي" ونبض الشارع الرياضي، والرجل يحترم ويستمع، لكن التقييم والتنقيح يبقى من مسؤولياته فيما بعد!.

 

أتحدث عن آلية إعداد منتخب بصيغة احترافية جديدة وبرؤية مستقبلية و"نيولوك" جديد! باوزا أعد العدة لإخراج توليفة "غيَّر" من نهجها وملامحها كثيرًا، فأحيانًا تضطر إلى إحداث عملية تصحيح نظر، أو تعديل مسار، أو زراعة أو استئصال عضو أو أعضاء؛ للحصول على جسد سليم ومعافى.. ولا ضير!.

 

أتعبنا مارفيك "غفر الله له قناعاته" المتشددة بالبقاء على مجموعة بعينها أيام التصفيات! وتعنته في مسائل مناقشة ضم وإبعاد اللاعبين، لكن باوزا لديه من المرونة ما يجعلنا نتفاءل بغد أفضل، خاصة ميزة "إعطاء الفرصة للوجوه الجديدة"، فتلك شجاعة فنية افتقدها مارفيك!.

 

تلك السياسة لم تأت لتنقذ رؤية هيئة الرياضة السعودية الجديدة وحسب، ولكنها أتت انتصارًا لموجة التغييرات الثورية التي يعكف باوزا على إحداثها في صفوف المنتخب، مع وضع الرتوش اللازمة؛ انتصارًا للفكر الدفاعي الذي يسعى إلى توطينه في المنتخب، والصرامة التكتيكية والتراجع المستمر إلى الخلف؛ لتقديم كرة دفاعية، وإغلاق المساحات، والتركيز على لعبة هجومية وحيدة، وبهذا الإطار، وفي ظل اختياراته الجديدة، أصبح العمل على توظيف لاعب آخر في خط الهجوم مهمًّا جدًّا، واكتشاف رأس حربة بإمكانات متوافقة و"ستايله" الدفاعي والخيارات كثيرة!.

 

متفائلة كثيرًا بضم أسماء جديدة ستضيف لمنتخبنا القوة والديناميكية والحماس، ومنها اللاعب "فارس عابدي" الموهبة الأكاديمية السعودية القادمة من أمريكا، لاعب صغير  السن، وموهوب هجومًا وكذلك في صناعة اللعب، وفي الأيام المقبلة، ربما تنضج أسماء جديدة من معسكر المواليد، فتبهرنا مع فارس ونكسب نجومًا جددًا في المونديال.

 

العنصر الجديد "الصغير في السن" لاعب "ثوري" طموح لديه "جوع كافر" لتقديم شيء؛ للإنجاز والنجاح، على العكس من اللاعب "المستهلك" المشبع بالتجارب السيئة أو التي لم تضف الكثير، مع إيماني المطلق بحاجة المنتخب لعنصر الخبرة، فمهما كان يعطي ثقلًا لزملائه في الملعب!.

 

المرحلة المقبلة لباوزا مرحلة تشكيل وتكوين وإعداد، ومن ثم توليف وانسجام، ومن بعدها تنقيح واستخراج أفضل العناصر للمونديال، سأسميهم جنود الميدان؛ لأن "ستايل" باوزا "دفاعي" يتطلب "لعبًا رجوليًّا" وقوة بدينة قادرة على الاحتكاك، واستخلاص الكرة، ولياقة عالية خاصة في بطولة عالمية للنخبة فقط!.

 

سؤالي هو: إذا كانت الإصابة أو عدم الجاهزية سببًا في إبعاد تيسير الجاسم ونواف العابد وفهد المولد، فما هي أسباب إبعاد ناصر الشمراني ووليد عبد الله عن التشكيل؟!