|


د.تركي العواد
وينك من زمان؟
2017-10-05

 

 

في أقل من شهر.. نفض غبار الوسط الرياضي وحرك الدماء الراكدة في عروقه.. عاصفة من القرارات الحاسمة التي تأخر اتخاذها.. قرارات لم يقو قلب غيره على اتخاذها.. كنا قبله نعيش في عالم "لا تزعلون أحد"، لذلك كانت القرارات لا تحل مشكلة ولا تنهي خلافاً.

 

لن أتحدث عن كل القرارات رغم أهميتها، بل سأركز على قرار واحد فقط لم يجرؤ أحد على اتخاذه رغم أنه مطلب الرياضيين من سنين.. فجلوس رؤساء الأندية على كرسي الاحتياط لم يكن مرضيا للمتابع الرياضي.. نشاهد بشكل يومي الدوريات العالمية التي تركز على اللاعب والمدرب دون ذكر رئيس النادي ونتساءل:

 

 "لماذا نحن مختلفون"!؟.

 

عشنا عقودا نعتقد أن الرئيس أهم من المدرب واللاعب.. أهم من النادي.. وأهم حتى من اللعبة.

 

اعتقدنا أن أحد مهام الرئيس الناجح الضغط على الحكام والتدخل في التشكيلة.. كان الرجل الذي يرفع الكأس قبل قائد الفريق ويصرح قبل المدرب..  وفي المباريات الحاسمة تبحث عنه الكاميرا أكثر من اللاعبين والمدربين مجتمعين.. لذلك كانت عقوبات رؤساء الأندية الانضباطية أمراً معتاداً.

 

اليوم يعود الرئيس إلى مكانه الطبيعي معززا مكرما، لكي يتفرغ لمهامه خارج الملعب مثل بقية دول العالم.. سينعكس هذا القرار على كرة القدم بشكل كبير، وسيبدأ الرئيس بالتركيز على استقطاب الرعاة وزيادة دخل النادي، إضافة إلى توفير الأجواء المناسبة لنجاح فريقه.

 

نعيش اليوم مرحلة جديدة تجعلنا نتفاءل بقفزة غير مسبوقة في كرة القدم السعودية.. الجميل في هذه المرحلة أن الجماهير متفاعلة معها بشكل إيجابي وتدعم كل القرارات حتى لو كانت ضد ناديها.