“بلكونة” الجمعة، تُطل على كتاب، ليس لي من المقالة غير العناوين الفرعيّة الصغيرة، وعلامات تعجّبٍ، وبعض تقويسات!، وقفزات صغيرة حذرة!، ويا للغرور إذ أزعم بأهميتها!.
كتابنا اليوم هو رواية: مئة عام من العزلة، لجابرييل جارسيا ماركيز، ترجمة صالح علماني، عن دار المدى، والمقتطفات من الطبعة الثالثة:
ـ الأجش ناعماً:
.. بينما الغجريّ يصرخ بصوتٍ أجش: للأشياء أيضاً حياتها الخاصّة، والمسألة هي في إيقاظ روحها!.
ـ وطن:
قالت: لن نذهب، سنبقى هنا، لأننا أنجبنا هنا ابناً.
فقال: لكن أحداً لم يمت لنا بعد، والمرء لا ينتمي إلى أي مكان، ما دام ليس له فيه ميت تحت التراب!.
وردّت "أورسولا" بحزم لطيف:
إذا كان لا بد من أموت كي تبقوا هنا، فإنني سأموت!.
ـ احذر الأمريكان:
وقد اعتاد الكولونيل "أوريليانو بوينديا" القول آنذاك: انظروا البلاء الذي جلبناه لأنفسنا، لمجرّد أننا دعونا أمريكيّاً ليأكل الموز؟!.
ـ ذكريات منسيّة:
حيث لا تستطيع الوصول إليها حتى أعلى طيور الذاكرة تحليقاً!.
ـ النظرة الآسيويّة:
.. كان رجلاً كئيباً، تحيط به هالة حزن، وذا نظرة آسيويّة، تبدو كما لو أنها تعرف الجانب الآخر للأشياء!.
ـ الاعتذار المُرفق بألف سبب:
.. كان ذلك علاجاً حماريّاً لتأنيب الضمير!.
ـ زفرة عاشق:
.. وتبدو عليه أوّل أعراض مقاومة الحنين!.
ـ موسيقى الحقد النظيف:
وعادت موسيقى البيانو تملأ البيت بالمرح، ولدى سماعها، تذكَّرَتْ "آمارانتا بيترو كريسبي"، وغاردينياه الغسقيّة، ورائحته العابقة بعطر الخزامى، فأزهر في أعماق قلبها الذّاوي، حقد نظيف، مُطَهّر بمصفاة الزمن!.
ـ قراءة ماطرة:
بدَتْ الحروف كأنها ملابس منشورة لتجفّ على سِلْك!.
ـ حين تكون الـ"أيضاً" هي الأهم:
صوته أيضاً، كان مشروخاً بعدم اليقين!.
ـ سرّ:
سرّ الشيخوخة الطّيّبة ليس إلا التحالف النزيه مع الوحدة!.
ـ مكافأة:
التركيز المتواصل، كافأهُ بطمأنينة الروح!.
ـ كأنها ليست ديانة:
كانت "فرناندا" تستفظع عدم فهمها لعلاقة الديانة الكاثوليكيّة بالحياة، وإنما علاقتها بالموت فقط، كأنّها ليست ديانة، وإنما بيان للتقاليد الجنائزيّة!.
ـ مئة عام من العزلة:
وكانت قيادة السيارات لا تزال تُعتبر أمراً غير لائق للنساء!.
ـ ها أنا ذا:
.. وقد تجرّأ أحدهم يوماً على تعكير وِحدته، فسأله وهو يمرّ به: كيف حالك أيها الكولونيل؟، أجابه: ها أنذا.. أنتظر مرور جنازتي!.
ـ ضد السينما:
.. واختاروا الامتناع عن الذهاب إلى السينما، باعتبار أنّ لديهم ما يكفي من الأحزان، ولا حاجة بهم لأنْ يبكوا نَكَبَات مُتَصَنَّعَة لكائنات وهميّة!.
ـ النفوس المتشائمة:
.. ترى أنّ الأبواب قد اختُرعت لكي تُغلق!.
ـ حزن إسلامي:
كان نحيلاً، وقوراً، مستغرقاً في التفكير، حزيناً كمُسْلِمٍ في أوروبّا!.
ـ البلاء مبدعاً:
كان البلاء نفسه يوحي بابتداع أساليب دفاعيّة ضد الضّجر!.
ـ مكان البشر وزمانهم:
أوّل السلالة مربوط إلى شجرة، وآخرهم يأكله النمل!.
ـ الخازوق:
هذا العالم سيتخَوْزَق عندما يسافر البشر في عَرَبَة الدرجة الأولى، والأدبُ في عَرَبَة الشّحن!.
ـ كتابة:
تتحرّك بفتور مَنْ بَكَتْ سرّاً!.