|


فهد عافت
"أَقَلّْ ما في ذِمَّة البَحْر: غَرْقَاهْ"!
2017-10-08

ـ هل اعتزلتَ الشعر؟!.

 

ـ سؤال أظنه لا يعرفني، وأثق أنّه لا يعرف الشعر، وفي أفضل حالاته فإنه يعرف الاعتزال!، سؤال أقصى ما يمكن له قراءته: كتاب الروزنامة.. باب العمل.. فصل الوظيفة!.

 

ـ الشعر حياة وليس عملًا!،

وهو فن وليس وظيفة!،

ومن حيث هو فنّ، فإنه ليس صندوقًا نفتحه لرؤية العالَم، هو بالنسبة للشاعر: العالَم والرؤية معًا!.

 

ـ لم ولن أعتزل الشعر، الموت أهون عليَّ من ذلك!،

كل ما في الأمر أنني لم أعد قادرًا عليه!، اعتراف حزين، يقهر القلب، لكنها الحقيقة. لم أعد قادرًا على الإمساك به، قَنْص ظبائه صار متعسّرًا عليّ!.

 

ـ من ضمن دعوات سجدة صلاة الفجر أن أكتب قصيدة رائعة، أن تكون أعظم قصيدة في الدنيا: على من يطلب ربّه أن يذهب إلى أبعد ما يستطيع. وفي كل صباح أجلس لأكتب، أمشي في مكتبتي لأكتب، وقبل غروب الشمس أو بعد غروبها بصلاة، أمشي في الشارع وهاجسي مطلع، ورغبتي بيت شارد أبني عليه، وأمَلي في صورة شعرية جديدة، لكنني في معظم الأيام وفي غالبها أفشل!، أعود خاليَ الوفاض إلا من حسرتين صغيرتين وطعنة!.

 

ـ لستُ متواضعًا، ولا أقبل في الشعر أنصاف حلول، وفيه لا يهمني رأي أحد!،  

 

ـ الكتابة لمجرّد الحضور أمام الناس آخِر همّي، وقد نلت من التصفيق ومن الإشادات ما يكفي، مثلما نلت من السخرية ومن الانتقادات الجارحة ما يكفي، مُحصّنٌ أنا ضد الأمرين دون رغبةٍ مني، فالحصون سجون.. أعلم هذا!.

 

ـ أكتب يوميًّا، ويوميًّا لا يعجبني ما أكتب فأتوقّف عنه، الشعر صعب.. صعب، وكلّما تعمّقت فيه أكثر، زاد صعوبةً، وتمنّع أكثر، وهو صاحبي الغالي ورفيق دربي، لن أُرغمه على ما لا يريد، أنتظره، أحاوله وأحايله، وأتمناه، وأرجوه، وأستدعيه، وهذا كل ما أقدر عليه!.

 

ـ في ما كتبت، ونشرت، قد يكون ما وصلتُ إليه قليلًا، لكنني حين أكتب اليوم، فإنني لا أقبل بما هو أقل، وأريد تجاوزه، أريد تجاوز الصورة الشعرية التي كتبتها من قبل، وأنْ أتجاوز المعنى، والشكل، والصياغة، صورتي ومعناي وشكلي وصياغتي، وهذا صعب، صعب عليّ أنا بالذات، هذا كل ما في الأمر والعمر!.

 

ـ حفلة:

واجبي ما اتواضع وحين اغتَرّ..

حقّ، لا هو نهيبه ولا استجدا!

يكفي انّه يكون فـْ يدِي دفتَر..

لـ اجل اخلّي صباحاتهم أندى!

وآتمايل بـ عِقْل وتطيح غْتَرّ..

وآتمَرّى والايّام تِتْفَهْدَا..!

 

ـ قفلة:

انْ ما كتبت من الشعر شيّ تلقاه..

مستقبل الأيّام: من ذكرياته!

أَسكِتْ، وطلّاب العذِر خاب مرقاه..

ما همّني لو هو كثير التفاته!

أقَلّ ما في ذمّة البحْر: غَرْقَاه!..

مشغول في تجديد ذاته بذاته!.