المتابعون لعلم وفن العلاقات الدولية يعلمون أن هناك أقطابا وقوى ترتبط بشكل وثيق في مختلف شؤون الحياة السياسية والاقتصادية والإعلامية وغيرها، والرياضة أصبحت من أهم مقومات الحياة البشرية المرتبطة بأهم ركائز المجتمع كالاقتصاد والأمن والتعليم والصحة، ولذلك أصبحت من أهم مقاييس العلاقات الدولية مثلما جسدته العلاقات "السعودية ومصر".
بالأمس تأهل منتخب "مصر" الشقيقة ليكون ثاني المنتخبات العربية المتأهلة لكأس العالم بعد أول المتأهلين "منتخبنا"، وإذا كان الجمهور "السعودي" قد استكثر الغياب عن كأسي العالم "2010 و 2014" بعد أن تأهل أربع مرات متتالية ممثلاً للقارة الآسيوية، فإن الجمهور "المصري" قد حرم من الوصول لكأس العالم على مدى 28 عاما من الغياب الطويل الذي لا يليق بسمعة ومكانة الكرة المصرية التي تسيدت ألقاب القارة الإفريقية في الفترة ذاتها، ولذلك كانت الفرحة مضاعفة بتأهل المنتخبين وعودة أمجاد كرة القدم في "السعودية ومصر".
وقد جاء تأهل المنتخبين الكبيرين ليعيد الأمور إلى نصابها، فلم يكن مقبولاً غياب "الفراعنة" عن المشهد العالمي لسنوات طويلة وهم أسياد الكرة الإفريقية، وافتقدت آسيا تمثيل "الصقور" في المحفل الكبير، فكان العود حميداً وتحقيقاً لمصلحة كرة القدم في القارتين والعالمين العربي والإسلامي بما يمثله المنتخبان ونجومهما من سفراء للقطبين "السعودية ومصر".
وكانت سعادتي مضاعفة حين سمعت بنية القيادة الرياضية السعودية إقامة مباراة ودية تجمع المنتخبين العريقين المتأهلين كتتويج للعلاقة المميزة بين البلدين الشقيقين، وسيكون لتلك المباراة أثر إيجابي على الشعبين المحبين للسلام، ويقيني أن المدرجات والتغطيات الإعلامية ستشهد لمحات من ثقافة التقارب بين أهم دولتين في العالمين العربي والإسلامي، وسنستطيع بإذن الله أن نرسل للعالم رسائل إيجابية تؤكد المعدن النظيف للشعوب العربية والإسلامية الأصيلة التي تنبذ التعصب والعنصرية والتطرف والطائفية وجميع السلوكيات التي لا تتفق مع القيم الإسلامية والأخلاق العربية، وإذا تمّ الإعداد بشكل احترافي لتلك المباراة فإنها ستكون بمثابة المنصّة المثالية التي نقدم من خلالها الصورة الإيجابية عن مجتمعاتنا للإعلام العالمي عبر لقاء الشقيقين "السعودية ومصر".
تغريدة tweet:
ولأن الرياضة امتداد طبيعي للسياسة والاقتصاد وغيرهما فإن العلاقات السعودية المصرية تعيش مرحلة من التفاهم والتناغم الذي لم يسبق له مثيل، ولعل ذلك يتضح من تبادل الدعم والمساندة بين الدولتين في جميع القضايا السياسية والاقتصادية لتشكل الدولتان العظيمتان كتلة مؤثرة على كافة الأصعدة العربية والإسلامية والعالمية، وأملي كبير بأن تتوحد كلمة العرب والمسلمين خلف قيادة الملك سلمان حفظه الله الذي يقود التحالفات الدولية لمكافحة الإرهاب والانتصار عليه، وعلى منصات السعودية ومصر نلتقي،،