سأل تركي العجمة مذيع برنامج كورة في قناة روتانا خليجية قبل أيام ضيفيه بعد تقرير عن فريق الهلال لماذا هذا النادي مختلف عن البقية ولماذا هو النادي الوحيد الذي ينافس على كل البطولات في كل المواسم وهو النادي القادر على تحقيقها؟.
سؤال أعتقد أن له ألف وألف إجابة ولن تقنع إجابة ضيفيه مهما كان المشاهدون والمتابعون للشأن الرياضي فكل لديه إجابة وكل يرى اختلاف هذا النادي عن البقية من منظوره الخاص.
لتركي العجمة فلسفته الخاصة ورؤيته المختلفة ولا أنكر أنه يملك قدرة عجيبة على وصف المشهد الرياضي واختزاله بكلمتين لا أكثر.
قبل أكثر من سبعة أعوام تحدثت مع تركي العجمة تحت الهواء عن حال كرة القدم في السعودية فاختصر المشهد وقال المنافسة في كرتنا هلال ولا هلال. استوقفتني كلمته كثيراً ولم أستطع استيعابها بادئ الأمر ليوضح التنافس هنا بين الهلال وحيداً وبقية الأندية، هو الثابت والبقية متحركون، ستجد كل عام منافساً جديداً له، ليكمل العجمة حديثه هذا ما يفسر لك لماذا لا يحب الهلال سوى الهلاليين بينما تجتمع بقية الجماهير على عدم محبته.
هذا الحال هو ما يجيب عن سؤال العجمة الأخير. الهلاليون مشغولون بناديهم ثقافة تأسست منذ ولادته، بينما البقية منشغلون بناديهم ونادٍ آخر هو الهلال، كيف ينافسوه وكيف يعطلوه.
قد لا يعجب هذا الطرح الكثير ولكنها الحقيقة حتى هؤلاء الذين لن يرضيهم هذا الوصف مقتنعون داخل أنفسهم أنها الحقيقة لكن لا يمكن أن يعترفوا بها.
منذ عقود طويلة حاول الجميع بقيادة رموز نصراوية أن يلصقوا به ويتهموه بنادي الدلال ونادي الحكام في محاولة للتشكيك في منجزاته ولإشغال الرأي العام الرياضي في حينه لكن أثبتت السنين أن ما يتهمون الهلال به ماهو إلا محاولات لإسكات جماهيرهم وتبرير تفوق هذا الأزرق العظيم على أنديتهم. تغير المسؤولون عن رياضتنا وتغير الحكام ورؤساء اللجان وحضر جميع المنتمين إلى الأندية الأخرى ولم يتغير التفوق الهلالي، بينما بقية الأندية تتبادل الأدوار لمنافسة الهلال.
سر تفوق الهلال هو هذه الثقافة التي لا توجد عند غيره، فالهلاليون لا يرون سوى الهلال ولا ينافسون إلا أنفسهم، فمقياس النجاح لديهم هو تفوقهم لا سقوط الآخرين وخسائرهم، لذلك تجد الهلاليين لا يقارنون هلالهم إلا به، فتجدهم كل عام يقيسون منجزهم بما حققوه العام الذي قبله وتجدهم مع كل رئيس يقيسون منجزاته بما تحقق مع من سبقه. هي ثقافة لا أعرف من زرعها ولا من سقاها ولكن بالتأكيد أن الهلاليين تشربوها حتى باتت الساحة هلال ولا هلال كما يصفها صديقي تركي العجمة.
انظر الآن إلى كشف الحساب الذي ستعلن عنه الجمعيات العمومية للأندية وستجد الفرق وانظر إلى ما أعلن عنه الهلاليون من توقيع عقد استثمار ملعب جامعة الملك سعود ليصبح ملعب نادي الهلال وستجد الاختلاف. حينها سيتأكد الجميع أن هذا النادي يغرد خارج السرب وأن هذا النادي مختلف عن البقية كما يسأل العجمة.
إجابات سؤال تركي تحتمل كما ذكرت ألف إجابة وإجابة قد يكون منها تهم وإسقاطات وتشكيك بمنجزات ولكن كل الأجوبة ستنتهي إلى شيء واحد أن هذا النادي مختلف عن البقية.