بالغنا في توقعاتنا، وسبحنا مع السحاب.. حولنا الأماني لواقع.. سنتأهل إلى دور الثمانية.. لا لا نصف النهائي.. يمكن النهائي إذا محظوظين.. نسينا أننا عانينا سنوات لكي نصل إلى كأس العالم.. نسينا أننا عشنا عشر سنوات من الحرمان والجفاف والإحباط.
كأس العالم هذه المرة مختلف.. جل المنتخبات الكبيرة تأهلت ولم يبق سوى إيطاليا التي قد تلحق في الملحق.. ستكون أصعب كأس عالم على الإطلاق.. قد توقعنا القرعة مع ألمانيا أو إسبانيا أو البرازيل أو الأرجنيتن أو البرتغال أو فرنسا.. فإذا كان لاعبا واحدا في غانا يلعب لأتلتيكو مدريد فعل بنا كل هذا، فكيف سنواجه ميسي أو نيمار أو رونالدو أو ماكينات ألمانيا؟.
عودوا للواقع.. نحن 53 على العالم.. هذه حقيقة.. بقية الأمور كلام في كلام.. الميزة الرائعة في الواقعية أنها تجعلك تحسب أسوأ الاحتمالات.. تجعلك تتوقع الأسوأ وتعمل من أجل الأفضل.. تجعلك تضاعف جهدك لتقلص الفوارق الفنية.
في كأس العالم تحتاج للواقعية أكثر من الأحلام، لأنك لا تريد أن تكرر الأخطاء.. قبل كأس العالم 2002 صرح مدرب منتخبنا بأن الأخضر سيفاجئ ألمانيا وفعلاً حصلت المفاجأة.
قدمت لنا غانا خدمة العمر.. فالمباراة كشفت جزءاً من المشاكل.. الأخطاء الدفاعية التي حصلت أمام النجوم السوداء في الجوهرة، يمكن أن تتكرر في كأس العالم.. نحتاج بشكل ملح لتطوير دفاعنا لكي لا نتلقى أهدافاً سهلة تجعلنا نتمنى أننا لم نتأهل.. أقترح من الآن أن يتخلص باوزا من الأسلوب الهجومي الذي لعب به المنتخب في التصفيات.. نحن بحاجة إلى فلسفة تدريبية تناسب حجمنا ومركزنا على العالم..
أسلوب يركز على حماية المرمى أكثر من تسجيل الأهداف.. يجب أن نفكر بعقلية منتخبات التصنيف الرابع في قرعة كأس العالم لا عقلية الصف الأول.